«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
تنظم وزارة التعليم المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الثامنة بعنوان «تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير» برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأشار المشرف العام على المعرض والمؤتمر الدكتور سالم بن محمد المالك، بأن الهدف من إقامة هذا المعرض والمؤتمر في هذا التوقيت من أجل مواكبة رؤية المملكة 2030، والسعي إلى أن يتم تصنيف 5 جامعات سعودية لتصبح من بين أفضل 200 جامعة عالمية. ولهذا السبب جاء موضوع المؤتمر بعنوان تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير، لأننا نعيش في عالم يسوده الكثير من التغيرات المتسارعة. والجامعة التي لا تسعى للتغيير ربما تعيش في دهاليز الماضي وسيصعب عليها أن تلحق بركب مواكبة متطلبات العصر.
وتحدث المشرف العام على المعرض والمؤتمر مع «الجزيرة» الراعي الإعلامي في الحوار الآتي:
* لو تعطي القرّاء نبذة سريعة عن المعرض والمؤتمر؟
تحت رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، تنظم وزارة التعليم المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الثامنة بعنوان تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير، وهذا هو موضوع المؤتمر.
* بدأ المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في عام 2010 وكان يعقد بشكل دوري، كل سنة، ثم أصبح يعقد كل عامين بعد دمج وزارة التعليم العالي بالتعليم العام. وللمعرض والمؤتمر رؤية واضحة تكمن في أن يكون أحد أهم المعارض والمؤتمرات الدولية في مجال التعليم العالي، مستمداً ذلك من رسالته في توفير فرص التعاون المستمر بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ونظيراتها العالمية، سعياً إلى محاكاة النهضة التعليمية العالمية أكاديمياً وتعليمياً وتكنولوجياً لإيجاد بيئة علمية ابتكارية تساعد على التحول إلى مجتمع معرفي.
* بداية فكرة المعرض والمؤتمر صاحبها بعض التخوف من عدم مشاركة الجامعات العالمية الرائدة، ولكن سرعان ما تبدد هذا الخوف إذ كانت المفاجأة زيادة الطلب على المشاركة من الجامعات العريقة والمتقدمة والمصنفة عالميا، مثل جامعة هارفرد، وجامعة أكسفورد، وجامعة طوكيو، وجامعة سيدني وبعض الجامعات الرائدة من أنحاء العالم. نعمل جاهدين على أن يكون مشاركة الجامعات مبنية على كونها من بين أفضل 500 جامعة عالمية حسب تصنيف شنغهاي أو تصنيف التايمز، إضافة إلى مشاركة الجامعات الموصى بها. أما بالنسبة للمتحدثين في موضوع المؤتمر فهم من رواد التعليم العالي ممن لهم باع طويل في المساهمة في تطوير التعليم العالي. ومن بين المتحدثين شخصيات عالمية ممن حصلوا على جائزة نوبل، في حين شارك في موضوعات المؤتمر عدد كبير من مدراء الجامعات الرائدة مثل مدير جامعة كامبردج ومدير جامعة سيدني ومدير الجامعة الوطنية في كوريا ومدير جامعة كورنيل، ووزراء من بينهم وزير التعليم في هولندا ووزير التعليم العالي في نيوزلندا وغيرهم الكثير من صناع القرار ممن لهم باع طويل في التعليم العالي.
ولله الحمد في الأعوام الماضية حظي المؤتمر بحضور كثيف جدا لجلسات المؤتمر نظراً لكونها تشمل على أطروحات علمية متنوعة تحت محور واحد ويشارك في كل جلسة أربعة متحدثين، يتناول كل متحدث موضوع معين، ولكل جلسة محور خاص ولكل متحدث فترة زمنية محددة بعدها يترك المجال للنقاش في كل جلسة والتي تستمر لمدة ساعة ونصف، أما بالنسبة للمعرض يشارك عدد كبير في كل عام، والعدد الأكبر للمشاركين بلغ 450 جامعة محلية ودولية، في حين بلغ عدد الحضور في إحدى السنوات ما يقارب من 100.000 في يوم واحد.
* من أهداف المعرض والمؤتمر إيجاد بيئة معرفية وذلك بهدف توفير الفرص للجامعات السعودية للتعاون مع مؤسسات التعليم العالي العالمية وتبادل الخبرات، وكذلك تحفيز مؤسسات التعليم العالي السعودية لمواكبة المعايير العالمية والأكاديمية في التصنيف ولتكون في مصاف الجامعات العالمية الرائدة، إضافة إلى جانب فتح قنوات التعاون العلمي العالمي والحث على اتفاقيات وشراكات أكاديمية بين المؤسسات التعليمية السعودية والعالمية. ومن الأهداف أيضا مناقشة قضايا التعليم العالي المعاصرة العلمية والبحثية والاقتصادية والتقنية وذلك من خلال الخبرات العالمية المتميزة في سبيل المساهمة في بناء بيئة معرفية يسودها الإبداع وتسعى إلى التحول نحو اقتصادي معرفي.
ما أهمية إقامة هذا المؤتمر في هذا التوقيت؟
* إن موضوع المؤتمر لهذا العام هو تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير، وقد نصت ورؤية 2030 على أن يكون هناك خمس جامعات سعودية في مصاف أفضل 200 جامعة عالمية. ولمواكبة رؤية 2030 وتحقيق طموح القيادة لابد للجامعات السعودية أن تتحول وعليها أن تعايش مسارات التغيير على المستوى الدولي من خلال التحول من واقعها الحالي إلى واقع افتراضي أفضل منه. ولهذا السبب جاء موضوع المؤتمر بعنوان: تحول الجامعات السعودية في عصر التغير، ونحن نعيش في عالم متغير وهذا التغيير يحدث بشكل متسارع. والجامعة التي لا تتغير ستعيش في دهاليز الماضي ويصعب عليها مجاراة الركب إذا لم تبدأ في عمليات التغيير في هذا التوقيت. ونظراً لأن للجامعة دورا رياديا كبيرا في التحول الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والسياسي وغيرها نظراً لكونها محضن من محاضن العلم والمعرفة، ومن ثم أصبح الدور الملقى على عاتقها كبير ولهذا السبب لابد لها من مجاراة ما يحدث على الصعيد العالمي واستشرف المستقبل.
ما أهم محاور هذا المؤتمر؟
* يركز المؤتمرعلى خمسة محاور يشارك في كل جلسة رئيس لها وأربعة من المتحدثين، ويوزع الوقت بالتساوي بين المتحدثين على أن يقدم كل متحدث ملخصا لموضوعه في دقائق محددة ومن ثم يفسح المجال للنقاش مع المتحدثين لإثراء الموضوع.
تركز محاور المؤتمر في هذا العام على: إعادة التفكير في بناء الجامعة وهيكلتها في الجلسة الأولى في حين تتناول الجلسة الثانية فرص القيادة المتنامية للمرأة ودورها في العلوم والريادة في ظل المتغيرات الجديدة. أما الجلسة الثالثة فتعقد في اليوم الثاني عن الرؤية والإلهام من خلال نماذج الحوكمة الجديدة. وتتناول الجلسة الرابعة الذكاء الاصطناعي وجيل الإنترنت ومستقبل التعلم والتدريس حيث أصبح كل ما يتعلق في الذكاء الاصطناعي مرهونا في مستقبل التعلم والتعليم والتدريس في عالم اليوم. وتأتي الجلسة الأخيرة لتركز على موضوع في غاية الأهمية عن المهارات ومستقبل العمل، ويجسد هذا الموضوع الدور الكبير الملقى على عاتق الجامعات في بناء المهارات وصقلها لدى الطلاب ليكونوا جاهزين لسوق العمل. وبذلك لن يكون دور الجامعة مقصورا على التدريس فقط بل يكمن دورها في تعليم المهارات وصقلها.
أود أن أضيف إلى ذلك بأن المتحدثين في موضوع المؤتمر هم من صناع القرار في التعليم العالي ومن مديري الجامعات ومن رواد العلم. ويشاركنا أيضا وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة بكلمة رئيسة عن هذا الموضوع. كما يشارك أيضاً مدير جامعة وباحث كمتحدث رئيس إضافة إلى المتحدثين في موضوعات المؤتمر من دول مختلفة.
ما المخرجات المتوقعة من إقامة المعرض والمؤتمر؟
* بالنظر إلى وجود عدد من المتحدثين العالميين من أصحاب الخبرة والممارسة والتجارب فالآفاق مفتوحة لمنسوبي الجامعات السعودية من خلال المشاركة معهم والاستماع لمناقشاتهم آرائهم وتجاربهم وطرح الأسئلة عليهم ومناقشتهم في التحديات المستقبلية التي قد تواجههم، بالإضافة بناء علاقات قوية جدا بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية ومع هؤلاء المتحدثين الذين بالإمكان أن تستفيد منهم الجامعات السعودية من خلال استقطابهم لإلقاء محاضرة أو المشاركة في البحوث العلمية أو في دراسة تكون من الجامعة في إعادة بنائها وهيكلتها أو في إعادة برمجة البرامج المحددة كالبرامج الأكاديمية والتعليمية وغيرذلك. أما بالنسبة إلى المعرض فيجتمع ما يقارب من 300 جامعة محلية ودولية تحت سقف واحد وستخرج الجامعات السعودية والدولية باتفاقات وشراكات بناءة أو من خلال الزيارات المتبادلة بين الجامعات المشاركة.
كيف يمكن أن ينعكس هذا المؤتمر والمعرض على رؤية المملكة 2030؟
* لعل عنوان المؤتمر «تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير» يوحي بشكل واضح للدور المنوط بالجامعات في رؤية 2030 والتي بنيت على ثلاثة محاور أساسية وهي: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. ومن الضروري جدا أن تواكب الجامعات السعودية هذه الرؤية بل عليها أن تسعى إلى ذلك. نعتقد أن مثل هذا المؤتمر سيوجد حراكا كبيرا جدا بين الجامعات السعودية وسيفضي إلى التنافس الشريف بين الجامعات السعودية التي يكون لديها القدرة على تحقيق ما تتطلبه رؤية 2030، على أن تكون خمس جامعات سعودية ضمن أفضل 200جامعة عالمية. الجامعة لها دور مجتمعي كبير وعليها أن تخلق حراكا حيويا في المجتمع الذي تنتمي إليه كما عليها الإسهام بشكل كبير جدا في بناء الاقتصاد المعرفي من خلال الأبحاث والإبداع والابتكار الذي من الممكن أن تقوم به الجامعة، كما أن على الجامعة الوطنية طموح عبر استشراف مستقبلها وبناء وإعادة هيكلتها لمواكبة التغيرات العالمية.
إلى أي مدى سيؤثر هذا المؤتمر إيجابيا على الصورة الذهنية عن المملكة أو ما يمكن أن يسمى بالقوة الناعمة؟
* إن استقطاب ما يقارب من 372 جامعة عالمية، يمثلها عدد من الأشخاص سواء كانوا من مديري الجامعات أو من أعضاء هيئة التدريس, ومن المشرفين على القبول والتسجيل. عندما يأتي أمثال هؤلاء إلى المملكة العربية السعودية ويطلعون على النهضة الحضارية الكبيرة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين من المؤكد تصحيح الصورة المغلوطة أو النمطية لديهم. سيدركون مدى الحراك العلمي والتعليمي وفي المقابل الحراك الثقافي والمجتمع الحيوي. إضافة إلى ذلك تم دعوة ما يقارب من 70 عضو هيئة تدريس من أكثر من 30 دولة وهم يمثلون جامعات مختلفة والهدف من هذا أيضا أن يكون هناك تناغما وتوافقا مع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وهؤلاء أيضا سيعكسون صورة جميلة جدا عن المملكة، من خلال هذا المعرض والمؤتمر. وأكد في هذا السياق بأن هذا المعرض والمؤتمر يعد من بين أفضل 10 معارض على مستوى العالم.
أعطنا نبذة عن المشاركين، عددهم، والدول المشاركة؟
* بالنسبة للمتحدثين فعددهم حوالي 28 متحدثا من دول مختلفة وهم من صناع القرار ومن رواد المعرفة المبتكرة ولهم باع كبير في مجال التعليم العالي. أما بالنسبة لعدد المشاركين في المعرض فهناك ما يقارب أكثر من 242 جامعة عالمية ،على سبيل المثال يشارك خمسة وثمانين جامعة من أمريكا وتسعة وستين من المملكة المتحدة وكذلك 26 من أستراليا وثمانية وعشرين من ماليزيا وست جامعات من اليابان وتسع من إيرلندا، وهناك جامعات كثيرة مشاركة من دول متعددة من إيطاليا وهولندا وبلجيكا والمكسيك والأرجنتين والصين وبيروت ويشاركنا هذا العام أيضا مجموعة من الجامعات من دولتنا الشقيقة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيكون هناك توقيع بعض الاتفاقيات بين الجامعات السعودية والإماراتية.
هناك أيضا ورش عمل لدينا 75 ورشة عمل تقام على هامش المعرض والمؤتمر، وهناك 72 عضو هيئة تدريس من أكثر من 30 دولة مشاركة. وهناك 13 سفيرا من سفراء اليونسكو وعددا من الوزراء مثل وزير التعليم العالي العراقي والإماراتي والبحريني وعدد آخر من الوزراء، بالإضافة إلى 9 ملحقيات وعدد من السفارات والمؤسسات التعليمية.
ماذا عن ميزانية المؤتمر وكيف تغطون تكاليفه؟
* في السابق نعم كان هناك ميزانية محددة للمؤتمر ولكن خلال المؤتمر السابق وهذا المؤتمر تم ولله الحمد الاكتفاء الذاتي، بحيث يستطيع المؤتمر تغطية نفسه ذاتيا من خلال الرعايات ومن خلال بيع أرضية المعرض والإعلانات خلال أيام المعرض.
أيضاً، ما الفائدة المرجوة من إقامة هذا المؤتمر على أعضاء هيئة التدريس، الطلاب، وعلى أولياء أمورهم؟
* في هذا المؤتمر والمعرض فرصة كبيرة جدا لأعضاء هيئة التدريس للاستماع والمشاركة في جلسات المؤتمر والاستماع إلى هؤلاء الخبراء الدوليين من خلال تجاربهم وأبحاثهم وطرح آراهم عن مستقبل الجامعات الجديد في عصر التغيير إضافة إلى بناء علاقات علمية تعليمية بحثية أكاديمية مع المتحدثين والمشاركين في المؤتمر.
أما بالنسبة للطلبة فأنا أعتقد أن هذا المؤتمر فرصة رائعة للطالب وتحديداً طلاب المرحلة ثانوية بالتعرف على الجامعات السعودية في مكان واحد واختيار الجامعة الأنسب له خلال مسيرته الجامعية، وبالنسبة للطالب الذي يبحث عن الابتعاث الخارجي فأمامه ما يقارب 373 جامعة دولية ومحلية، يستطيع أن يقف أمام أجنحتها ويطلع على البرامج وغيرها واختيار البلد الذي يراه مناسبا، والحال ينطبق على أولياء الأمور فالمؤتمر فرصة كبيرة جدا لمشاركة أبنائهم في اختيار الجامعة الأفضل لهم.