في فترة الثمانينيات من الألفية الميلادية المنصرمة نشأ معتقد لدى المجتمع الرياضي المحلي بأن هناك تدويرًا أو توزيعًا للبطولات المحلية على الأندية الكبيرة بهدف عدم احتكارها من فريق أو فريقين، وما صاحب ذلك من تأويل لا ينسجم مع توجهات القيادة الرياضية آنذاك، ولم يكن ديدنها في أي زمان.
وأنا ممن يحاربون نظرية المؤامرة في المجالات كافة، وأعتقد أنها تبرير للفشل، وذريعة لإسكات الجماهير الغاضبة من سوء نتائج فرقها، ولكن ثمة ممارسات خاطئة تحدث من اتحاد الكرة ولجانه في الآونة الأخيرة تجعل (نظرية المؤامرة) تستعيد حضورها بآلية تدوير البطولات، والقضاء على الاحتكار. ومن ذلك ما حدث ويحدث من ممارسات من قِبل لجان الاتحاد في دوري المحترفين السعودي لهذا الموسم الذي تشرف بتسميته كأس دوري محمد بن سلمان -حفظه الله-، منها:
دوري مستمر خلال إقامة بطولة قارية، يشارك فيها المنتخب السعودي، مع ترحيب من إدارة متصدر الدوري حاليًا.
لخبطة وتغييرات كثيرة في جدول الدوري، وتباين في الضغط لفرق منافسة.
تباين في قرارات الانضباط، وتعليق إيقاف للاعب، ثم إعادة إيقافه بعد استحقاق إقصائي لفريق منافس على جُل البطولات.
تغيير جذري في عمل حكام الفار في الجزء المهم والحاسم من الدوري.
تكاتف جُل أندية الدوري لإعاقة بطل آخر نسختين عن تحقيق اللقب الثالث على التوالي.
ومع كل ما ذكرته أعلاه لستُ مقتنعًا بنظرية المؤامرة في رياضتنا السعودية، ولكنها تثير الشبهات؛ فلو تم تفاديها.. وفي نهاية الأمر سيحقق اللقب مَن يستحقه، ونبارك له.
وأخيرًا أو (الزبدة): نريد عملاً احترافيًّا من لجان اتحاد الكرة، بل نريد اتحادًا احترافيًّا، يعمل وفق آلية واضحة، تقضي على الشبهات، وتُخرج لنا بطولات، تُحسم من داخل الملعب.
والله ولي التوفيق.
** **
- محمد بن علي المديفر