سلطان المهوس

تركيبة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومساراته التشريعية «الجمعية العمومية» والتنفيذية «المكتب التنفيذي» والعاملة «اللجان» ليست معقدة الفهم، بل هي تتضح أكثر نحو خلق سلطة «التكتل» «التصويت» أكثر من سلطة «النظام» عبر استخدام «التشريع» للالتفاف على بسط مساحة «المصالح» وهو الأمر الذي جعل من النظام «الأساسي» ميدانًا للتعديل والتغيير والأخذ والرد مع كل اجتماع للجمعية العمومية وهو الأمر الذي يسهل من عملية نجاح «التكتل» في تحقيق الأهداف وإخماد أصوات «الرفض» على اعتبار أن «التصويت» ممارسة ديموقراطية شفافة وقراره نافذ وهنا لا بد من التنبه إلى أن قيادة الاتحاد الآسيوي ليس لها سلطة «التشريع» والمسؤولية أولاً وأخيرًا على الواقع الذي أصبحت عليه الجمعية العمومية «الاتحادات الأعضاء»!!

في الكونغرس 29 الانتخابي «أول أمس السبت حدثت تعديلات وأقرت مقترحات هبطت فجأة كان الهدف منها «كعكعة» الانتخابات وتحقيق مصالح واضحة ومحددة «الجمع بين منصب عضو الفيفا ونائب الرئيس» و»زيادة عدد أعضاء المكتب التنفيذي ليشكلوا ثلثي الجمعية بواقع 30 عضوًا» تحت غطاء «التشريع» المسيطر عليه سلفًا لذلك لم تجد في القاعة من حتى يناقش تلك الأمور المستجدة التي لم تخضع للإرسال قبل انعقاد الكونغرس بستة أسابيع «كما النظام» بل دخلت من باب صلاحية إبداء الموافقة على طرح أجندة جديدة والحصول على الموافقة الفورية «التكتل»!!

عمل الشيخ سلمان بن إبراهيم بشكل رائع مجنبًا القارة مشكلات عديدة وصنع «وحدة» وحقق منجزات بالأرقام الحقيقة التاريخية لا بالكلام لذلك ما زالت آسيا «تتمسك» به وسيكون التحدي القادم هو ترقية «الاتحادات الوطنية» أولاً ثم بالقانونيين ثانيًا لوقف هدير المصالح والاستغلال البشع للقانون فبناء مستقبل متين للجمعية العمومية هو ضمانة حقيقية لمستقبل «التنفيذي» وحتى لا تكون الأمور مقلوبة لا سيما بعد أن زاد عدد أعضاء التنفيذي لثلاثين ليشكلوا أغلبية الجمعية كـ»ضربة» للتشريع الذي سيقوم بدور «البصمنجي» كما هو الآن لكن براحة أكبر!!

بالنسبة لواقعنا كسعوديين فعلينا أن نلتحق بما تبقى من مقاعد «التكتل» الذي سيستمر حتى 2023 ومن هناك ننطلق لصناعة تحول جديد مع التمسك بالوجود بمناصب مهمة باللجان والسعي وراء إخماد مشروع بناء جمعية هشة عبر خلق قوانين مقترحة تتضمن قوة في تضييق الخناق على أصحاب مصالح التصويت.

لا تلوموا أحدًا..

هكذا هو العالم الكروي..

فقط ايقظوا «نصف» ضمير «التشريع»!!