فيصل المطرفي
دخل فريق الهلال الأول لكرة القدم قبل أيام في منعطف الحسم ومرحلة الحصاد، والتي تتطلب عملا احترافيا على الأصعدة كافة، سواء في الجوانب الفنية بإدارة المرحلة والمباريات المتتالية بذكاء، وعمل إداري مدروس يتعامل مع الأحداث كافة الصاخبة والمحيطة بمثالية لاستخلاص كل ما لدى اللاعبين والاستفادة منه في مرحلة قطف الثمار لتحقيق المنجز، دون الحاجة لتشتيت عناصر النجاح وإيجاد مبررات للتراجع الفني واختلاق الأزمات مع أطراف مختلفة، وقد يتسبب في التأثير على أداء اللاعبين بطريقة غير مباشرة وإيهامهم بوجود أطراف خارجية هدفها الإطاحة بهم، كما أن المرحلة الحالية تحتاج إلى عمل كبير من الجهاز الطبي والجهاز المساعد للسيد «زوران» في استشفاء اللاعبين وإعدادهم بالصورة المثلى نظير ضغط المباريات وقوتها، فالفريق في شهر أبريل يخوض قرابة 9 مباريات مهمة، نجح حتى الآن في تجاوز الاتفاق ضمن منافسات مسابقة كأس الملك، وتخطى عقبة الحزم دورياً، ويخوض الليلة مواجهة آسيوية أمام استقلال إيران يسعى فيها للفوز وتأكيد الصدارة ومنح الفريق مزيداً من الارتياح بالوصول للعلامة التاسعة، وفي المباراة سيحقق الجهاز الفني الأزرق أهدافا مختلفة بإراحته لبعض الأسماء، خصوصاً المستبعدين من القائمة القارية، ولذلك ستكون الاستراتيجية الفنية الإدارية للمرحلة المقبلة مهمة جداً للفريق، وستلعب دوراً كبيراً في منافسة الفريق على الألقاب، ليكون الهلال طرفاً ثابتاً كعادته ضمن أبطال الموسم قبل أن تطير الطيور بأرزاقها!
الهلال يملك الأدوات داخل الملعب التي تسعفه وتؤهله للمنافسة بشراسة والخروج بموسم متميز، متى ما كان نجومه على الموعد في مرحلة الحسم، وقدموا الأداء المعهود عنهم، وتجاوز السيد «زوران» مرحلة الأخطاء التي وقع فيها مؤخرًا، وحتى يتجاوزها عليه أولاً أن يعترف بها ويبدأ بالتصحيح، والأهم التعامل مع المنافسات المتتالية بواقعية، فالأزرق على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى نهائي «كأس زايد للأندية الأبطال» والهلال مرشح كبير لنيلها، وهي من أهم البطولات في اعتقادي، وسيخرج منها الفريق عند تحقيقها بعدة مكتسبات، من أبرزها النواحي المعنوية، التي يحتاج إليها الهلاليون كثيراً في الفترة الراهنة، وسينعكس ذلك إيجابياً على مسيرة الفريق في مشواره بالدوري ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وكذلك على بقية مبارياته في المجموعة الآسيوية.
أخيراً.. فيما يخص الوقفة الجماهيرية ودعوة العشاق للدعم والمساندة في الفترة الحاسمة، أكاد أجزم أن جماهير الهلال لا تحتاج لمثل هذه الدعوات أو مثل هذه الرسائل، وعلى مر التاريخ كان جمهور الزعيم يقف في كل المراحل بالمساندة والمؤازرة، وبقي العلامة الأبرز والأجمل خلف الفريق في كل استحقاقاته، ولكنه ينتظر في المقابل عملا وأداءً وروحا وقتالية ونتائج توازي شغفه وعشقه ومحبته لزعيم آسيا.