فهد بن جليد
وثيقة الإفصاح التي ينفذها مكتب الإفصاح وتعارض المصالح بوزارة الصحة «أفصح»، بعد أن أطلقها مؤخراً وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة لضمان عدم تعارض المصالح، هي خطوة مُتقدمة - كما أراها- يُعمل بها في القطاع الخاص، ومن الجميل أن تولد أخيراً في القطاع العام بصيغة واضحة ومباشرة وصريحة لتعزيز مبدأ الشفافية ومُحاربة الفساد أكثر، وضمان عدم تضارب المصالح بين الموظفين والجهات التي يعملون بها، بعد أن كانت مثل هذه الحالة مغلفة بنصوص فضفاضة نوعاً ما، وداخل مواد وأنظمة عامة، فقد باتت اليوم «وثيقة مُستقلة» تعد من أهم النقاط والتعهدات التي يوقع عليها الموظفون الجدد في كل الشركات العملاقة والناجحة على مستوى العالم بكل صراحة ووضوح، فلا تساهل أو تهاون في بند (تضارب المصالح) إطلاقاً، بل إنَّ الموارد البشرية والجهة القانونية عادة ما تُطالب الموظفين على رأس العمل بالتوقيع على تعهدات جديدة من هذا النوع بين وقت وآخر، ومن يُحاول الكتمان أو عدم الإفصاح بتضارب المصالح فإنَّه يعرض نفسه للمُساءلة القانونية، فهذا البند له الأولوية في ضمان الحفاظ على النجاح والنشاط والاستمرارية والأسرار والإمكانات والطاقات البشرية والمادية لكل منظمة ..إلخ.
أهمية هذه الخطوة - برأيي- تكمن في إنهاء حالة الجدل حول تسرب بعض الأطباء من المستشفيات الحكومية، وعملهم في عيادات خاصة حتى أثناء وقت الدوام الرسمي، وربما تحويل المرضى إليها، وتقديم بعضهم لمصالحهم الخاصة على مصالح الوزارة والمستشفيات والمرضى، القضية التي أثيرت مؤخراً وتُثار بين وقت وآخر، فلو نجحت هذه الوثيقة ومكتب «أفصح» في إنهاء هذه الحالة - وحدها - ووضع ضابط نظامي وقانوني لها لكفانا ذلك، دون التقليل من أهمية ودور «أفصح» وهدفه الرئيس في التناغم مع العمل الجبار والكبير والمتشعب والحساس لوزارة الصحة وإداراتها وموظفيها، في أعمالهم وتوريداتهم المستمرة والضخمة للأدوية والمُستلزمات الطبية والعلاجية والإدارية والمباني والعاملين والتعامل مع المرضى ..إلخ من هذا العمل الكبير الذي يتطلب أعلى معايير الشفافية والنزاهة والرقابة.
تجربة مكتب «أفصح» في وزارة الصحة، والبلاغات السرية التي يمكنه تلقيها بشأن مُخالفة «وثيقة الإفصاح وتعارض المصالح «هي تجربة تستحق أن تُقيَّم وترصد نتائجها، وأنا مُتأكد أنَّها ستكون إيجابية ومُفيدة جداً، ومُتفائل بتعميمها ونقلها لجهات أخرى حتى تستفيد منها في توفير بيئة تتسم بأفضل معاني النزاهة والشفافية والعدالة والمساواة ومكافحة حالات الفساد التي تعمل الصحة على تحقيقها الآن.
وعلى دروب الخير نلتقي.