سعد السعود
كان ظهور الشباب المخجل أمام الأهلي متوقعًا.. بل ازددت يقينًا وأنا اقرأ تشكيلة الليث قبل بدء اللقاء بساعة.. وكأن العبث لدى المدرب صناعة:
«كيف لا.. وهو يضع أهم لاعب وسط بالفريق.. وأحد أفضل أجانب الدوري في الاحتياط.. وأعني هنا البرازيلي لويس أنطونيو.. أيعقل أن يصنع هذا مدرب ذو عقلية؟!
«كيف لا.. وهو يخترع مركزاً لجمال بالعمري.. بتقديمه للمحور.. بلا أي داع.. ولويس لاعب المركز الأصلي بجانبه في الدكة.. لو تمنى مدرب الأهلي عبثًا لربما تمنى أقل من هذا.
«كيف لا.. وهو من أشرك الروماني بوديسكو أساسيًا.. وهو الغائب عن جو المباريات منذ فترة.. ولم يلتحق بقائمة الفريق في آخر جولة.. وفجأة تطالبه بأن يحرث الملعب في أهم المباريات.
«كيف لا.. وهو من تخلى عن طريقته الدفاعية التي لا يحسن سواها في مباراته أمام منافس قوي بحجم الأهلي.. ذلك المنافس الذي يشاركه السباق على مقعد آسيوي.
«كيف لا.. وهو من كان يقتل الفريق بالركون للدفاع أمام الفرق الصغيرة.. وبحت أصوات الشبابيين لكي يتقدم.. ويجعل الفريق يتنفس.. لكنه يعاند.. وعن سماع أصواتنا أصم.. ثم فجأة غير قناعاته!
«كيف لا.. وهو من أشرك حسن معاذ.. اللاعب الذي لم يحترم فريقه.. بل تبجح بتشجيعه لنادٍ آخر غير فريقه ووصفه بأنه فوق الجميع.. أين حديثه عن احترام الكيان كما حدث مع هتان والخيبري عندما ركنهما في الدكة فقط لأنهما لم يجددا.
«كيف لا.. وهو من كان يجعل الشبابيين على أعصابهم في كل لقاء.. خوفًا من قبول هدف.. ولعل آخرها ما حدث أمام فريق أحد الهابط رسميًا للدرجة الأولى.
«كيف لا.. وهو من لم يعترف يومًا بأخطائه.. ففي كل إخفاق تجده يهرب من تحمل المسؤولية وركل الكرة بمرمى قيمة الانتدابات الأجنبية للفرق الأخرى مقارنة بفريقه.
«كيف لا.. وهو من لا يملك من أسطوانة تتكرر سوى: أنا أفضل فريق دفاعي.. وكأن هذا الدفاع هو نتاج فكره.. وبسبب تكتيكه.. وسيكون هو طريق البطولات.. في حين أن الفرق الأخرى تتنافس على دك مرمى الخصوم.
«كيف لا.. وهو من كُشف فكره الوحيد الذي طالما أشاد به البعض وأعني التنظيم الدفاعي بغياب فاروق مصطفى.. مما يعني أن قفازات ابن تونس مع جامان وجمال هي السبب لا خطة المدرب.
«كيف لا.. وهو من لم يشرك أفضل لاعب آسيوي تركي العمار سوى في مباراة واحدة فقط.. وتجاهل أفضل مدافع واعد في آسيا وأعني حسان تمبكتي.. ولا تسألوني عن عدم إشراك الحمدان سوى ببضع مباريات رغم أن الفريق يعاني هجوميًا وبلا حلول.
أخيرًا.. قيل ومن أجمل ما قيل: فاقد الشيء لا يعطيه.. ومدرب تاريخه دوري وحيد.. في حين تنقل بين أكثر من عشرين فريقًا وكان الفشل مصاحبه.. وعندما حضر للمنطقة العربية كاد أن يسقط بفريق الشعب الإماراتي للدرجة الأولى.. مدرب كهذا لا يليق بالشباب.. لا يليق بمتعة الشباب التي يبحث عنها البلطان كما ردد.. ولن يجلب هيبة لليث كما الرئيس وعد.
عودة المكسور عودة للخلف!!
عندما كان نجمًا.. كان أشبه بالصداع كل موسم.. رغبته بالانتقال رددها أكثر من ناديه.. حتى وصف نفسه بالمكسور في تصريح شهير.. وبمجرد نهاية عقده هرول للفيحاء بحثًا عن عقد.. ليفشل ويعيده الشباب في يناير لعل وعسى.. ومع بدء الموسم رحل صوب الاتحاد.. لكن الفشل استمر.. حتى لفظه العميد.. وبقدرة قادر عاد الشباب لاحتضانه مجددًا بخطوة أشبه بالعودة للخلف.
أعتقد أن سيناريو كهذا يجعل بطل تلك القصة ممتنًا جدًا للشباب.. بل لن ينسى جميله.. لكن ما حدث منه غريبًا.. فبدلاً من رد الجميل.. إِذ به يخرج ويعلن ميوله الهلالية دونما احترام لعشرين سنة قضاها في عرين الليث.. بل ووصف مكانة الهلال لديه بأنها فوق الجميع.. فهل يعقل أن يجد حسن معاذ بعد ذلك مكانًا له في الفريق؟!