فهد بن جليد
إشعال النار بالزيت عند تجهيز بعض الأطباق، ليرتفع اللهب المُثير في صالة التقديم أمام الزبائن ببعض المطاعم التركية في الرياض وغيرها من مدن المملكة، يهدِّد سلامة الناس والمكان -كما أراه شخصياً- الأمر الذي يتطلب تدخل فرق التفتيش والسلامة بالدفاع المدني لإيقاف مثل هذه العادات والمُمَّارسات التي لا تتناسب مع تجهيز وطبيعة صالات تقديم الطعام لدينا، لوجود حواجز بين الجلسات، ولعدم إتقان بعض العمال القيام بتلك المهمة بشكل يتوافق حتى مع هذه الثقافة المعمول بها في البلد الأصلي، وقد يقول قائل هم يعملون بهذه الطريقة في مطاعمهم الصغيرة في تركيا فلما نحجر واسعاً، والإجابة بكل بساطة هذا شأنهم وعلينا توخي السلامة ووضع الاشتراطات لذلك، بعيداً عن فتح الباب لكل عامل ونادل أن يقوم بذلك لأطباق تُقدم بأسعار مُبالغ فيها أمام (أعين) الأطفال والعائلات، و(عدسات) هواتفهم والتي قد تسعدهم وتبهجهم وتبهرهم للحظة، ولكن عواقبها عند حدوث الخطر -لا سمح الله- كبيرة، وفي النهاية لسنا ملزمين باستيراد كل ما يفعله الأتراك في بلدهم من ثقافة وعادات غذائية تخصهم.
تساهل الدفاع المدني مع ممارسات إعداد الطعام باللهب خارج منطقة التحضير، ودون توفر اشتراطات السلامة، سيفتح الباب لمزيد من المُمارسات الخاطئة والمُخالفة التي سيحاول الناس تطبيقها في البيوت أو في الاستراحات والتجمعات الشبابية دون معرفة أو تمكن، إضافة لتسابق مختلف المطاعم لجلب المزيد من الممارسات الأخرى من ثقافات بلدانهم، وقد يكون بعضها غير مناسب أو مقبول اجتماعياً أو صحياً أو ثقافياً.
نحن مجتمع منفتح على كل الثقافات ومرحب بها والدليل هذا الكم الكبير من التنوع في الجنسيات والمطاعم والاستثمارات الأجنبية المُتعدِّدة لدينا، ولا يفهم من حديثي أنَّني أرفض وجود ثقافات أخرى، بل إنَّني أشجع على حضورها لكسب المزيد من الانفتاح والتنوع الثقافي والإدراكي الذي ينعكس إيجاباً على بلدنا وأهلنا وطريقة تفكيرنا وحياتنا، والذي سنعيشه أفضل بالتزام هؤلاء بالثوابت الوطنية والدينية، واحترامهم للقيم الثقافية السعودية، وتوافق ما يقومون به مع شروط ومتطلبات الأمن والسلامة دائماً، والحذر من عدم حسن المقصد والنية من كل ثقافة قادمة أو عابرة حتى لو كانت مجرَّد (لقمة طعام).
وعلى دروب الخير نلتقي،،،