د.ثريا العريض
الآسيويون غالباً صادقون في اهتمامهم اقتصادياً بالتواصل مع المنطقة العربية لإعادة البناء بعد حرائق الفوضى, ومع دول مجلس التعاون بالذات, للتعاون في كل المساعي التنموية بصورة أشمل تفتح مجالات مستقبلية واعدة في الصناعة والأبحاث والتبادل التجاري.
ما الذي استجد؟ استمر الشرق آسيويون في التقارب والبناء، بينما مع الأسف عايشنا تصاعد الأعمال الإرهابية ضد المسلمين من مرتزقة المنتمين للتنظيم الداعشي المعلن في سوريا وقبلها العراق, أو غربيين ناقمين ضد المسلمين المهاجرين في القارات الخمس يستهدف المساجد ويقتل الأبرياء عشوائياً بما في ذلك النساء والأطفال.
امتدت تداعيات الفوضى «الخراقة» لكل شمال إفريقيا. وطال التصدع الاتحاد الأوروبي, وانكشفت ازدواجية القول والفعل في القيادات الأمريكية والروسية والتركية والإيرانية.. وأمسى العالم يعيش الشعوبية والاقصائية في أسوأ صورها. ووراء ذلك أبحث عن مصالح الصهيونيةّ.
وبينما تواصل إسرائيل التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في القدس وغزة ويبارك رئيس الولايات المتحدة حق إسرائيل في حماية أمنها وضم الجولان السورية المحتلة إلى ممتلكاتها بوضع اليد في مخالفة واضحة لقرارات الأمم المتحدة على مدى 70 عاماً.
هل كانت تفجيرات برجي التجارة في نيويورك حقيقة أم سيناريو مفتعل لإثارة الكراهية؛ إجرام نُسب لكل العرب وكل المسلمين؟
هل داعش تنظيم ديني منحرف أم تجميع لمجرمين ساديين مرتزقة الهدف منه تشويه مقصود لسمعة كل مسلم؟ هل الإسلاموفوبيا ظاهرة منعزلة أم نتيجة مقصودة لسياسات رسمية غير معلنة؟
الحقيقة أن محصلة الأحداث في العقود السبعة الماضية ما زالت تترك آثارها في أوضاع منطقة الشرق الأوسط وبالذات دول الخليج - وعلى رأسها المملكة- حيث يركز عليها كمصدر للطاقة الضرورية للصناعة والنقل وبالتالي لا يستغنى عنها في استدامة استقرار الاقتصاد العالمي. وبقدر ما سمعنا قبل وبعد الحرب العالمية عن اللا سامية وجهود محاربتها التي كشفت مؤخراً أنها تعني محاربة الصهيونية, تتعالى منذ الحادي عشر من سبتمبر نداءات تجريم الإسلام.. حتى دخلنا مرحلة الإسلاموفوبيا في تصاعد مخيف.
الآن تداخلات المستجدات في اقتصاد الشرق والغرب ومتغيرات السياسات والعلاقات البينية وتوجهات السلطة في أمريكا وأوروبا والدول الآسيوية والإفريقية يعيدنا عرباً ومسلمين إلى بؤرة التركيز السلبي, وبالذات المملكة العربية السعودية قلب المنطقة التي تتقاطع فيها مصالح القوى العالمية المختلفة ومخاوفها.
ثم يتهمون العرب والمسلمين بالإرهاب!
الإرهاب لا تحتكره أي فئة ولا ينحصر في أي انتماء إلا الشر.
ما زلنا ننادي بأن مثاليات الإسلام هي التسامح وتقبل الآخر والتعايش، ونرفض مرئيات وفعل أي إرهابي يتقنّع بالعقائدية والمذهبية والوطنية ليدمر.
تحن نطالب بحق الحياة الكريمة لكل إنسان سوي لا يتعدى على حق غيره في الحياة الكريمة.
وطالما لا يحدث ذلك ستظل المنطقة والعالم ترقص على كف عفريت.