د.عبدالعزيز العمر
زرت مدرسة ثانوية في مدينة ملبورن بأستراليا وأمضيت فيها نصف يوم دراسي قابلت خلاله قيادات هذه المدرسة، وعندما كنت أغادر هذه المدرسة شعرت وكأنني أغادر وزارة التعليم في بلادي. لم أسمع أحدا من منسوبي تلك المدرسة يلقى باللوم على وزارة التعليم لديهم ليبرر أي قصور تعليمي في المدرسة. خلال زيارتي لم أسمع أحدا من المعلمين ينحي باللائمة على جهاز الإشراف التربوي في إدارة التعليم لكونه جهازا بيروقراطيا يتدخل في شؤون المدرسة ومعلميها. أيها السادة إذا أردنا أن نضع تعليمنا على المسار الصحيح فعلينا أن ننزع من أدمغة بعض مخططي ومنفذي برامجنا المدرسية شيء اسمه (وزارة التعليم)، ونضع (المدرسة) بدلا منها، وفي المقابل على برامج كليات التربية أن تعطي الأولوية في جهودها (للطالب) وليس (للمعلم). التعليم لن يكون بخير طالما بقي المعلم هو من يملك السيطرة على الفصل، وطالما بقيت وزارة التعليم هي من يملك السيطرة على المدرسة. لاشك أننا لا نستطيع أن نفصل ما يجري في المدرسة من أحداث عن ما يقرره النظام الاجتماعي الكبير من سياسات وقرارات، للأسف في الوقت الراهن لا تزال سياسات وقرارات المجتمع الكبير هي من يشكل ويوجه المدرسة وليس العكس. المدرسة لدينا تبدو كأنها (قاصر) تحتاج إلى تدخل الوزارة أو إدارة التعليم أو جهاز الإشراف التربوي، أقول وباختصار: إذا لم تستشعر المدرسة أنها تملك مساحة معقولة من الحرية لتعمل فستبقى إنجازاتها متدنية ومتواضعة، ودمتم.