في كتاب القصر الأحمر لمؤلفه الباحث السعودي عبدالله اليامي, قُطع دابر الجدل باليقين, بعد أن كان ثمّة أكثر من اسم, حتى أخذ برأي المؤرخين الشيخ عبدالرحمن بن رويشد والأستاذ راشد بن عساكر, أجمعا على أن الاسم الحقيقي هو القصر الأحمر, وكذلك أخذ اليامي تأكيد الملك سلمان بن عبدالعزيز, بأن الاسم الحقيقي هو القصر الأحمر, وأي اسم غير ذلك يذكر, يعتبر غير صحيح بنسبة 100 %.
عملة 100 ريال سعودي والتي تميل لونها إلى الأحمر, في عهد الملك سعود, كان يظهر عليها القصر الأحمر
في كتاب اليامي «القصر الأحمر.. قصر الملك سعود» الصادر من دار جداول, فصل خاص عن القصر الأحمر, ومما ذكر فيه:
يعتبر الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-, أول من بدأ عملية تطوير مدينة الرياض, وكان ذلك في عام 1937م.
أقدم مدرسة في الرياض هي مدرسة اليمامة الثانوية والتي تم تأسيسها في عام 1379هـ. ذكر أيضًا حي الفوطة ويعتبر من الأحياء القديمة في مدينة الرياض, وحديقته من أقدم الحدائق في مدينة الرياض وافتتحت في عام 1377هـ.
عند اجتماع المؤسس مع المقاول محمد بن لادن, بعدما كلفه ببناء القصر, قال:- «أريدك أن تبني أجمل قصر لابني سعود» وتم الانتهاء من البناء عام 1364هـ.
تعليقي: بلا شك هذا القصر يحكي قصة حب الأب لابنه.
شاركت سمو الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز, بمشاركات مهمة في الكتاب, ومنها صورة مبنى الممثلية البريطانية في حيدر آباد, وقصة المبنى هذا هو إعجاب الملك سعود فيه عندما زار الهند عام 1940 م, وأمره بإنشاء القصور على هذا النحو عندما تولى زمام الحكم.
في القصر الأحمر استقبل الملك سعود, الملك طلال بن الشريف عبدالله ملك الأردن, والإمام سيف الإسلام البدر ملك المتوكلية اليمنية, والرئيس اللبناني كميل شمعون, ورئيس جمهورية مصر العربية جمال عبدالناصر وجمع من وزراء الدول العربية والصديقة.
انتقل في عام 1956م الملك سعود إلى قصور الناصرية, ومنح الدولة القصر الأحمر, جعلته الدولة مجلس للوزراء, فيما خصص جزء من القصر مكتب للأمير فيصل بن عبدالعزيز حينما كان وليًا للعهد عندما قدم من الحجاز.
المعلومات في الكتاب كثيرة, ولا تتسع هذه المساحة لنقلها هنا, في 182 صفحة ومدعم بالصور, بإمكانكم قراءته.
الأمير سلطان بن فهد جاء بفكرة فريدة من نوعها, استطاع أن يصنع التميز بعد سنين, سنين من سخرية الذين حوله من أصدقائه ومعارفه, بأن ما يقوم فيه مجرد فراغ, عندما كان يجمع الأشياء القديمة, كانت لديه نظرة مستقبلية بأن هذه الأشياء ربما يحتاجها في فعل شيء ما مستقبليًا, وهذا ما حدث بالفعل.. فن التجميع والدمج, لا يتقنه إلا القلة.
لقد كانت الزيارة لمعرض القصر الأحمر قصيرة, لكن مليئة بالسعادة والجمال والتاريخ العريق لملوك مملكتنا الحبيبة, ومنهم الملك فهد, ويحكي قصة الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت, ذكرني منظر سجادات الصلاة الموجود في المعرض, بنص كتبته عن سجادة جدتي أم سعود -رحمها الله وغفر لها- وهذا النص له تأثير عليّ, كما أن له تأثيراً مشرف الصفحة في الجريدة الكويتية آنذاك, إلى درجة كتب عن نص سجادة جدتي وجدته.
طريقة العرض في المعرض مُبهرة وعالمية, كما أن التنظيم والشرح من قبل شبابنا كان في قمة الروعة وعلى قدر كبير من المسؤولية وشعرت بأن يقومون بالعمل من حُب وليس لمجرد مهمة يقدمونها ثم ينصرفون.
العمل هو عمل وطني, التجربة كانت في غاية الروعة, وأتوقع في المستقبل فتح القصر الأحمر كمتحف وطني, بعد ترميمه وتجديده وإضافة ما يمكن إضافته, واعتماد تسجيله كموقع سياحي وتاريخي عالمي في منظمة اليونيسكو.
شكر خاص إلى سمو الأمير الفنان سلطان بن فهد, على هذا التألق والإبداع في عالم الفن, وعلى هذا المعرض الذي قدم لنا الأمير سلطان صورته داخل إطار جميل, هذه المرة الأولى التي يقام فيها المعرض, وآمل أن يتنقل بين المدن والدول, ولا تزال ثمة أيام للزيارة لأنه ينتهي في 20 أبريل.
** **
- فيصل خلف