فهد بن جليد
السعوديون هم الأكثر استخدامًا لتطبيق (سناب شات) من بين شعوب العالم. هذه حقيقة أعلنها التطبيق أكثر من مرة؛ فلا جديد هنا. تفاعُلنا النشط جدًّا مع مختلف منصات التواصل الاجتماعي بات مضرب مثل، وهو حاضر في حسابات المخططين والمسوقين للوصول للسوق والمستهلك السعودي. ولن أتحدث عما هو أبعد من خطر التسويق التجاري، وكيف يمكن استغلال هذا الشغف والتفاعل لإحداث تغيير فكري وثقافي واجتماعي؛ ففي نهاية المطاف هذا الاكتساح السعودي لساحة التواصل الاجتماعي العالمي نتاج طبيعي لحرية التواصل، ومن منطلق تحضر المستخدم السعودي، وتقدمه وقدرته على التعبير وطرح الأفكار والنقاشات الإلكترونية.. وهذه تحسب لنا (كنقطة قوة) وتقدُّم، لا علينا (كثغرة) يمكن أن تستغل من الأعداء والمتربصين. برأيي هنا، إننا نحتاج فقط إلى ما يشبه (العقيدة الاتصالية) التي تشمل مجموعة الأخلاق والقيم الدينية والوطنية والاجتماعية التي يجب التوافق حولها لتقود المشهد؛ ليظهر المستخدم السعودي كشخصية مؤثرة، لا متأثرة.
نعود لـ(سناب شات)؛ فمشاهيره في الخليج والوطن العربي لا تأثير معتبرًا لهم دون المتابعين السعوديين. في المملكة وحدها أكثر من 9 ملايين مستخدم للتطبيق من أصل 12 مليون في جميع دول الخليج العربي؛ وهذا يعطي أهمية كبرى وتأثيرًا للمستخدمين في السعودية الذين يجب احترامهم من قِبل هؤلاء المشاهير، ومراعاة مصالحهم ومصالح وطنهم، رغم محاولات بعض (أنصاف المشاهير) استفزاز المتابعين السعوديين للحصول على أكبر قدر من الدعاية المجانية والمشاهدة، وهو ما يجب الانتباه له لعزل هؤلاء، وعدم منحهم الاهتمام؛ حتى لا يحققوا أهدافهم على حسابنا. السؤال: كيف يتعامل مشاهير (سناب شات) مع إدارة التطبيق؟ وهل يطالبون بضرورة مراعاة مصالحهم ومصالح وطنهم؟ وخصوصًا أن التطبيق يفاجئنا بين وقت وآخر بالترويج لحسابات ومواقع وأخبار لا تتناسب مع طبيعة وثقافة وتوجهات السعوديين، الشريحة الأكبر والأكثر استخدامًا له في المنطقة.. فلمصلحة مَن هذا الأمر؟ ومَن يقوم عليه؟ وكيف يمكن مواجهته؟ تبدو الفرصة متاحة لنا نحن السعوديين للتعبير عن أنفسنا أكثر من خلال أول مؤتمر من نوعه (للسناب شات)، يفترض أنه عُقد يوم أمس (الخميس) في (لوس أنجلوس) للترويج للتحديثات الجديدة التي أتوقع وأتمنى أن تراعي مثل هذه النقاط، وإن كان الاتصال والتأثير المباشر أولى وأهم.
لنتذكر فقط أن المشاهير والمؤثرين السعوديين على تطبيق (سناب شات) لم يقدموا - حسب ما أعلم - رؤية موحدة في اجتماعهم الذي عُقد في الرياض أكتوبر الماضي، وذلك عندما كان كل واحد منهم يبحث عن تحقيق ميزة شخصية في أفق ضيق، بينما المجال أرحب.
وعلى دروب الخير نلتقي.