أحمد بن عبدالرحمن الجبير
حراك دائم داخلي، وعربي ودولي، ولقاءات متعددة، تصبُّ في مصلحة الأمن العربي. ففي قمة تونس كان الحضور السعودي كبيرًا، وله دور في رسم نتائج القمة العربية، وقد حددها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - في التضامن العربي، وحماية أمنه، ومنع التدخل الخارجي، والتأكيد على قضية العرب الأولى، والسيادة العربية السورية على هضبة الجولان، وحل جميع الأزمات، والقضاء على الإرهاب والتطرف.
هذه المواقف السعودية واضحة، ومعلنة كل يوم، ولا حاجة لتأكيدها بعد، فثمة رؤية استراتيجية سعودية للأمن العربي، وحمايته من التدخلات الخارجية، ومن العبث الداخلي؛ فهذه الدول مطموع بثرواتها وإمكاناتها، وهناك صراع دولي وإقليمي عليها، تحت رايات مختلفة، بعضها - للأسف - إسلامي لكن إسلاميته تُخفي تحتها مطامع سياسية، واقتصادية غير خافية على أحد؛ فقد مَرّ على دولنا ومجتمعاتنا الكثير من المخاطر والتحديات، وأكثر فزعًا - للأسف - ممن يدعون القربى، والصلة، وحسن العلاقات.
المملكة مشارك رئيس في مختلف القمم العربية والإسلامية والدولية، ولا تتخلف عنها، وتدعم نتائجها، وتتواصل وتتفاعل مع حكامها وشعوبها، ولكن عالم اليوم عالم مصالح وتعاون وتنافس، ولا يمكن أن تبقى المملكة دولة مانحة دون أن يقدم الآخرون ثمنًا معادلاً لهذا المنح؛ فنحن لدينا مسؤوليات ضخمة وجسيمة، ومن لن يكون معنا لن نقف إلى جانبه. هذه من المبادئ الرئيسة في العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية.
وللأسف، هناك مستفيدون من الفوضى في المنطقة، وجعلوا دولنا في حالة فوضى، حالت دون أمنها واستقرارها، لا بل سعوا لتأسيس صراعات طائفية ومذهبية، نحن أبعد ما نكون عنها. وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - يعلم بفضل من الله، ثم بحكم خبرته ومعرفته، وبحكم قوة المؤسسات السعودية، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، ومنظومة الخبراء والمستشارين.. يعلمون جيدًا أهمية الدور السعودي في صيانة الأمن العربي، وحماية الأمة ما أمكن من التدخلات الخارجية.
وعليه فالهجمة الإعلامية التي تتعرض لها المملكة هي تعرُّض لمواقفها الأصيلة في الدفاع عن أمنها، وعن الأمن العربي، وصلابة موقفها فيما يتعلق بالتدخلات الإقليمية، والتعرض لقوتها الاقتصادية وتنميتها، ومشاريعها الاستراتيجية، وصعودها الاقتصادي والسياسي بفضل رؤية المملكة 2030م، التي يقودها ويشرف عليها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - بقوة، وفكر الشباب الطموح ووعيهم.. وهذا من شأنه أن يضعف الأعداء فيما يطمحون إليه من حقد على المملكة.
فالوطن العربي لا ينقصه العمل المشترك، ولا الموارد البشرية، ولا المالية، لكنه ظلَّ رهن أوضاع وأزمات وقضايا، لم تجد طريقها للحل، ومن غير المقبول أن يصل الوضع إلى ما هو عليه، وأن تظل المنطقة العربية في مشاكل وأزمات، وتوتر، ولاجئين، ومآسٍ إنسانية، وإرهاب وتطرف؛ لذا يجب علينا كعرب الحفاظ على أوطاننا، ومكتسباتنا، وثرواتنا، والرقي بالمواطن العربي، وتقديم جميع الخدمات له، وتلبية متطلباته، وتحقيق رغباته.