ميسون أبو بكر
حديث صديقاتي السعوديات اللاتي تحدثن عن طفولة توثقت روابطها بالقضية الفلسطينية منذ أمد - حيث كان أطفال المملكة يتبرعون بجزء من مصروفهم اليومي لأجل دعم القضية الفلسطينية- كان محرضا لي لاقتناء كتاب «الجيش السعودي في حرب فلسطين عام 1948» والذي طلبته من جاري السيد فراس غازي الطائفي ابن أحد أفراد الجيش السعودي في فلسطين عام 1948.
كشف الموثق وواضع رؤية الكتاب «محمد بن ناصر بن ياسر الأسمري» عن الكثير من الحقائق التاريخية الموثقة عن مشاركة المملكة من خلال جيشها الذي شكل قرابة ربع الجيش المصري الذي حارب اليهود على الجبهة الجنوبية لفلسطين عام 1948، وقد أشار الأسمري للملك عبدالعزيز الذي سلك النهج العروبي الإسلامي في الاهتمام بقضية فلسطين حيث واصل الكفاح والنضال السياسي والعسكري والمالي وأشار إلى كتاب (نجيب الأحمد 1998) فلسطين تاريخا ونضالا حيث عده من أفضل الكتب كمرجع تاريخي.
وكان لصحيفة أم القرى دور في مواكبة الأخبار آنذاك حيث نشرت بتاريخ 21مايو 1948 إلى زحف جيوش الدول العربية إلى فلسطين، واستعرضت سرايا الجيش السعودي وتتابع سفره إلى ميادين القتال بقيادة العقيد سعيد بيك الكردي.
وفي مواقع أخرى أشار المراسل الحربي شكيب الأموي إلى أعمال بطولية قام بها الجيش السعودي الذي صاحبه النصر في أغلب المعارك التي خاضها، وحكى عن المشاركين السعوديين والكثير من الروايات والقصص التي واكبت قتالهم في فلسطين.
الملك عبدالعزيز الذي سمى الجيش السعودي الذي أرسله للجبهة المصرية (جيش إنقاذ فلسطين) كان قدوة لأبنائه وأحفاده وأبناء المملكة في نصرة القضية الفلسطينية منذ الاحتلال سواء بالأرواح أو المال، ولا زلت أذكر تلك القصة التي رواها السفير الفلسطيني في المملكة عبدالله الأغا عندما زار الملك سلمان الجزائر وكان أمير الرياض وقتها، والتقى بدبلوماسيين هناك: قدم الأغا نفسه للأمير أنه سفير فلسطين في الجزائر فأجابه الملك سلمان:» وأنا سفير فلسطين في المملكة، وأي قصة قد توثق أعظم من هذا الحب والوفاء لقضية العرب الأولى؟!
لقد أراد الأسمري أن يؤكد أن المملكة بذلت الدم والأرواح وليس فقط خزانة نقود في الكتاب الذي يعد مرجعا تاريخيا موثقا حيث استقى مؤلفه الكثير من التفاصيل من أفواه من شاركوا بالحرب وكانوا حتى كتابته 2002 على قيد الحياة، حيث هو مذكرات اللواء سعيد الكردي وشهادات لضباط الجيش السعودي وروايات للمجاهدين.
سأظل أفتخر بمملكتنا وحكامها وولاة أمرها ومواطنيها الكرماء الذين عاشوا ومضوا في نصرة فلسطين، وسأظل أفاخر بمن شارك من أفراد الجيش السعودي من معظم العوائل المعروفة الذين خط التاريخ اسمهم على لوحه المحفوظ بدءا من القائد السعودي لجيش إنقاذ فلسطين اللواء سعيد الكردي، إلى المالك والقحطاني، الشاهر، الدريبي، البريكان، نامي، الشهراني، الحازمي، حلواني، العودة، سلامة، المطلق، الهنيدي، قصيمي، جيزاني، الجهني، الشدوخي والحيدري، عسيري، الأسمري، العتيبي، اليامي، العساف، المارك، العقلا، الطاسان، الحربي، الطائفي، العمري، الموسى، القرني، الدوسري، العيسى، الزهراني، الغامدي، العلي، البريكان، الجعويني، البوري، عشقي الفريح وغيرهم.