محمد المنيف
قدر لي أن انتقل من مدينتي الصغيرة حوطة سدير إلى حياة المدينة الكبيرة العاصمة الحبيبة (الرياض) وأحظى بتدريس مادة التربية الفنية في معهد العاصمة النموذجي في فترة إدارة الشيخ صالح البكر رجل العلم والكرم والشخصية الفذة. الذي تولى إدارة المعهد بعد القامة التعليمية عثمان الصالح يرحمهما الله. ولكوني أعمل في الصحافة متعاونًا منحتني تلك الفرصة القرب من الشيخ صالح البكر وإجراء لقاء صحفي معه عام 1408، هذا اللقاء جعلني اتعرف على شخصية مربٍ عرف بالحكمة المبادئ والانتماء الوطني، محب لكل ما فيه خدمة أبناء الوطن وفي مقدمتهم طلاب المعهد.
تحدثت معه في كثير من الشؤون التعليمية والتربوية وما يتصف به المعهد من تفرد في كل شيء في ذلك الوقت إلى أن وصلت معه إلى ما لم أتوقع أن الشيخ صالح يمتلكه من معرفة بالثقافة والفنون البصرية، ما شجعني للولوج إلى أبعد مسافة من البحث وطرح الأسئلة للوصول إلى الفن التشكيلي والأنشطة الثقافية لطلاب المعهد ليجرنا الحديث عن صالة معهد العاصمة للفنون التشكيلية التي كان خلف إنشائها وافتتحت عام 1406 وأطلق عليها لاحقًا عام 1417 اسم رائد الرياضة والشباب وداعم الثقافة والفنون ومنها الفنون التشكيلية الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز يرحمه الله.
كان الشيخ صالح البكر يرحمه الله مستمتعًا بالحديث عن الصالة الأولى على مستوى المملكة المبادرة الوطنية من معهد العاصمة ممثلة في هذا الرجل الوطني والمربي الفاضل الذي يرى في تأسيس هذه الصالة رافدًا تربويًا وتعليميًا تقع هذه الصالة قي الجهة الشمالية الشرقية من المعهد على شارع المعذر وتتكون من دورين مع خدماتها.. كان يرحمه الله يرى المستقبل فيها للفنون والأنشطة بشكل يسبق الزمن وكان سعيدًا جدًا بها وبالدور الذي سينفرد به المعهد لخدمة المجتمع وثقافته والمبدعين في الفنون البصرية. وبالفعل أصبحت الصالة معلمًا تشكيليًا على مدى سنوات طويلة وقت إقامة الرئاسة العامة لرعاية الشباب معارضها المتنوعة واستضافة معارض عربية وخليجية ومسابقات دولية كانت وقتها تعيش عصرها الذهبي.
لذا يحق لنا أن نذكر هذا الرجل التربوي الراقي الذائقة الشيخ صالح البكر يرحمه الله ودوره في خدمة المجتمع الثقافي والفني بإنشاء أول صالة للفنون التشكيلية.