شريفة الشملان
هذا العنوان كان أصلاً للمغفور له د. سليمان السليم، في مجلة اليمامة أذكر جيدا العنوان ولكني لا أذكر التاريخ، كان أثناء أحد خيبات العرب وما أكثرها، وكانت أمريكا قد عاتبت إسرائيل على بطشها بالشعب الفلسطيني عتابا أقرب للطبطبة.
عندما نقلت أمريكا سفارتها للقدس قيلت بعض العبارات الخجلى هنا وهناك، لكن أحد لم يهدد مصالح أمريكا ولم يخش ترامب ردة الفعل العربية، ولم يكن هناك حتى عض بالشفاه.
هل تذكرون المثل القائل (اقتلوا قاتل الكلب).. نحن العرب من أكرم قاتل كلبنا حتى بات له حظوة لا مقلل لها. كان عتابنا عتابا خفيفا لطيفا وغير ذا فاعلية أبدا، ولم يقل له أحد فضلاً بلا زيارة وأنتم تمنحون ما لا تملكون لمن لا يستحق ولو استحياء من الشعب العربي.
لم نكن جيل الخيبات، وقد سجلت ذاكرتنا الأشياء الجميلة وتعرفها أمريكا وغيرها وكان ممكن أن تحسب حسابها لو العرب أجادوا اللعبة كما ينبغي، واستثمروا الذكاء أولا والمال ثانيا، وسيصنع المعجزات. فالمال بلا ذكاء خيبة، بينما الذكاء ممكن يصنع المعجزات حتى بدون موارد طبيعية، يكفينا بلمحات خفيفة أن نعرف الوضع في اليابان وكوريا الجنوبية، حيث الذكاء صنع الموارد.
ذاكرتنا تختزن أن عمال ميناء (نيويورك) رفضوا تفريغ حمولة الباخرة كيلوبترا، عندها رفض العمال العرب في كل الموانئ العربية تفريغ البواخر الأمريكية مما أجبر عمال ميناء نيويورك على تفريغ الباخرة كيلوبترا.
كما أن ذاكرتنا لا تنسى كيف أحرق شبان يهود بدافع من الوكالة اليهودية القنصلية الأمريكية في الإسكندرية لتخريب العلاقة بين مصر وأمريكا التي تغمض عينا وتفتح أخرى ولا كيف ضربت إسرائيل الباخرة لبتري قبالة العريش المصرية أثناء حرب 67 قتلت 36 بحارا بما فيهم الكابتن كما جرحت بقية الملاحين. وأمريكا تنظر في العين العوراء.
لقد عملت الوكالة اليهودية، دوراً كبيراً لتهجير اليهود إلى الكيان اليهودي الوليد آنذاك وبذا تم تزويد الكيان بشعب ومهارات في العلوم والآداب والفنون من أغلب البلاد العربية تحت سمع وبصر الحكومات أحياناً وبعدم علمها أحيانا أخرى.
لذا كان الأمريكان من جهة والعدو من جهة أخرى مرتاحي البال فالرصاصة من العرب للعرب، والسلاح من أمريكا لأياد عربية ما زال يتدفق. وهي تهب ما لا تملك. ويعد العدو عدته لبناء المستوطنات في الجولان، لا أمم متحدة ترده ولا مجلس الأمن يتحرك لتنفيذ قراره 242..
أصحاب الأرض الأصليون في شغل يشغلهم بعد حرب ودمار ولا زالت الجيوب مفتوحة في بلادهم. صح أنهم لم يحرروها ولكن عدم التحرير لا يعني التنازل بكل حال ولا يعني أن يقوم ترامب بمنحها للصهاينة، ويضيف العدو أعدادا كبيرة وجديدة من المستوطنات.
هي الجولان، التي عنت للصهاينة أن (الجو قد لان) ليست ملكاً لبشار ولا لأبيه من قبله هي عربية سورية ومن يريد الانتقام من بشار وجماعته هناك طرق أخرى غير الجولان التي تبقي دمشق عاصمة سوريا أقدم مدينة في التاريخ تحت سيطرة قوات الاحتلال بمدافعهم وطائراتهم.
أخيراً سؤال طرحه د. محمد العبد اللطيف في تغريدة له بما معناه.. ماذا لو أصبحنا على تغريدة لترامب يمنح إسرائيل أراضينا من الفرات للنيل ويحقق إسرائيل الكبرى الحلم الصهيوني قبل أن يغادر ترى ماذا نحن فاعلون، حقاً لنفكر بجد ماذا نحن فاعلون..
ماذا نحن فاعلووون؟!