د. أحمد الفراج
قال الرئيس ترمب في مقابلة مطولة، مع المذيع اليميني، شان هانيتي، على قناة فوكس نيوز، بعد تبرئته من أهم تهمتين، التواطؤ مع روسيا، ومحاولة عرقلة سير العدالة، إنه لا يجب أن يمر موضوع الاتهام والتحقيق دون حساب، وأنه لا يصح أن يمر رئيس أمريكي آخر بمثل التجربة التي مر بها، وشدّد على أنه من حق الجميع أن يعرف كيف بدأت سردية التواطؤ مع روسيا، ومن الذي نفخ في هذه القضية، حتى وصل الأمر إلى تعيين محقق خاص، استمر تحقيقه مدة طويلة، وكلف مبالغ طائلة، ولا شك أن ترمب كان يتحدث بنشوة وفي ملعبه، أي على قناة فوكس نيوز المحافظة، التي تعتبر سنده الأكبر، في مواجهة الانحياز الصارخ ضده من قبل معظم وسائل الإعلام الأمريكية، ومع مذيعٍ من أشد أنصاره وأكثرهم دفاعا عنه، وبالتالي كان اللقاء فرصة للرئيس، لينتقم ويضرب في كل الاتجاهات.
ترمب كان يتحدث عن تلك الفترة الحرجة، مع بداية فترة رئاسته، عندما تم تسريب معلومات غاية في الخطورة، تضمنت أن روسيا تملك تسجيلات مشينة ضده، عندما كان يقيم في أحد فنادق موسكو، قبل ترشحه للرئاسة بزمن، وكانت تفاصيل تلك التسريبات مؤذية ومشينة، وأثّرت على ترمب كثيرا، وعرقلت عمله، وعمل إدارته، لأن الناس تميل بطبعها للأخبار الفضائحية، وتنشد المزيد منها، خصوصا عندما يكون المستهدف شخصية اعتبارية كبيرة، فما بالك إذا كان رئيس القوة العالمية العظمى، ولا شك أن لدى ترمب، بحكم اطلاعه على أدق المعلومات الأمنية والاستخباراتية وأكثرها تعقيدا، معلومات عما جرى، منذ بداية قضية التواطؤ، مرورا بكل المفاصل التي مرت بها، ولذا كان حازما في مسألة ملاحقة من كان وراؤها منذ البداية، لأنهم - من وجهة نظره - متورطون بما وصفه بـ:»الخيانة».
لم يوفر ترمب في حديثه أحدا من الذين ساهموا في التصعيد ضده، فقد تطرق لهم، وأطلق عليهم أسوأ الأوصاف، خصوصا مدير مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI)، جيمس كومي، الذي سبق أن عزله ترمب بطريقة مهينة قصدا، عندما كان يحضر فعالية خارج واشنطن، وعلم بالعزل عن طريق نشرات الأخبار، فقد وصفه بالشخص المزعج، كما وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق (CIA)، جون برينان، بالمريض النفسي، والحقيقة هي أن برينان تجاوز كل الأعراف في أحاديثه عن ترمب، ولم يكن منصفا ولا موضوعيا، وهذا أمر غريب ممن تسنم إدارة أهم مؤسسة أمنية عالمية، كما وصف عضو مجلس النواب، الديمقراطي آدم شيف، بالمجنون، ومع أن ترمب كان قاسيا في أحكامه على خصومه، إلا أن هذا «الانفجار الانتقامي الرئاسي» كان مفهوما، بعد ما تعرض له منهم على مدى عامين، وسيتواصل الحديث!.