«الجزيرة» - مكتب الدمام:
ذكر المهندس طفيل بن يوسف اليوسف المتخصص بالمدن الترفيهية وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بكلية العمارة والتخطيط قائلاً: بالأمس كنا نحلم بمثل هذه المشروعات الضخمة والآن شيئاً فشيئاً بدأ الحلم يتحقق على يديّ خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين -حفظهما الله- ورعاهم.
إن المشروعات التي تقام على أرض الوطن الغالي تعد أنموذجاً للتنمية والتطور ومن ضمنا الأربعة مشروعات الضخمة ونوعية التي ستقام في مدينة الرياض، والتي تشمل «مشروع حديقة الملك سلمان» و«مشروع الرياض الخضراء» و«مشروع المسار الرياضي» و«مشروع الرياض آرت»، التي ستغيِّر وجه العاصمة وتعيد تشكيل الوجه الجديد للمملكة عامة ومدينة الرياض تحديداً، وتحولها إلى نقطة جذب عالمية تواكب الرؤية الوطنية الطموحة، وتساهم في تحقيق الجوانب النوعية لأهداف التنمية المستدامة اجتماعياً واقتصادياً وعمرانياً، حيث سيتم تحويل مدينة الرياض إلى مدينة مستدامة من جميع النواحي.. ازدهاراً اقتصادياً ومجتمعاً حيوياً وبيئة عامرة، بحيث إن هذه المشروعات تخدم المجتمع وتحسن البيئة وتطور الاقتصاد.
ومن ناحية المعايير التخطيطية للمدينة ستعالج هذه المشروعات مشاكل المدن الكبرى والتي عادة ما ينقصها جانب (المناطق الخضراء) وتتعرض للمناخ القاسي، فعندما تتحول العاصمة الرياض إلى بيئة محببة وتتسم بفاعلية أكثر وتزداد حيويتها الحضرية urban livability، وهذا يعني مستوى عالٍ من التفاعل الاجتماعي في بيئة حضرية صديقة تدعم المشي الصحي والاستمتاع بالمناظر الخارجية وتشجع المستخدم على التفاعل مع الأنشطة التجارية في إطار المناخ المحلي المريح، بالتالي فهي تسهم في رفع جودة الحياة بالمدينة، وستضاهي هذه المشروعات الضخمة mega projects مشروعات العواصم العالمية الكبرى وتقلل الاعتماد على المركبات الخاصة وتزيد من استخدام وسائل النقل العام وتفعّل رياضة المشي الصحي بوسائل صديقة للبيئة أكثر استدامة وأماناً.
مشيراً م. اليوسف إلى أن هذه المشروعات الضخمة تعتبر رئة صحية ومتنفساً للمدينة تشجع على العادات الصحية وتسهم في ارتفاع معدل الصحة العامة وتحسن من سلوكيات المستخدمين وتزيد من التطلع للعمل الإيجابي المنتج ومن معدل رضا المستخدمين. كما ستغير تلك المشروعات مدينة الرياض تغييراً جذرياً من الناحية الاقتصادية فهي تشجع السياحة والزوار من داخل المملكة وخارجها وتنعش الأعمال بكافة أنواعها التجارية والخدمية وغيرها.
ومن الناحية الهندسية سوف تعمل هذه المشروعات على تحسين الوضع الراهن للمدينة بإحداث التكامل بين الأنشطة الحضرية المتنوعة وتحقيق كفاءة أعلى في الاستخدامات الحضرية لأراضي المدينة، كما ستخلق فرصاً وظيفية لخريجي الهندسة عامة وخاصة للمتخصصين في هندسة عمارة البيئة وهو التخصص الوحيد في الوطن العربي الذي يعني بالفراغات الخارجية.
إن تخصص عمارة البيئة المعروف بـ landscape architecture هو علم وفن يعنى بتطوير وتنمية وإدارة الموارد البيئية والمجتمعات العمرانية، ومهنة معماري البيئة تهتم بتصميم الفراغات الخارجية بكافة أحجامها ومستوياتها داخل وخارج المدن والمناطق الحضرية، والحفاظ على البيئة واستخدام مواردها استخداماً حكيماً يحقق مبادئ الاستدامة ويعالج المشاكل الناجمة عن سوء الاستخدام والممارسات البشرية المختلفة، آخذاً في الاعتبار الأبعاد الجمالية والاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على المواقع السياحية والتراثية وتطويرها، وهو من التخصصات التي تعنى بالمدن الترفيهية والسياحة بطريقة مباشرة.
كما أن قسم هندسة عمارة البيئة (قسم تنسيق المواقع سابقاً)، في كلية العمارة والتخطيط، بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل (جامعة الدمام سابقاً)، يعتبر واحداً من قسمين فقط في هذا التخصص على مستوى الوطن العربي والمملكة العربية السعودية بالتحديد والذي تم افتتاحه عام 1396هـ الموافق 1975م كقسم مساند في كلية العمارة والتخطيط.