«الجزيرة» - الاقتصاد:
أكد محلل السندات بـ«الجزيرة» أن العاملين في صناعة النفط العالمية وأسواق الدخل الثابت ينهلون من كنز المعرفة المدفون في ثنايا نشرة الإصدار التي كشفت «أرامكو» من خلالها أولى بياناتها المالية منذ تأميمها قبل 40 عامًا. لافتًا إلى أنه كما تم التوقع في التحليل الذي نشرته «الجزيرة» البارحة، تم تمديد الجولة الترويجية ليوم عمل واحد. حيث كان من المقرر أن تختتم «جوهرة التاج» السعودية اجتماعاتها الجمعة ليتم تمديد ذلك إلى يوم الاثنين المقبل بحسب ما ذكرته بلومبيرج.
وقال محمد خالد الخنيفر المصرفي المتخصص في أسواق الدين والائتمان: سبق أن ذكرنا البارحة بأن هناك ما يبرر كون الفترة التي بين الجولة الترويجية والتسعير النهائي أطول من المعتاد نظرًا لأن المستثمرين سيطلبون مزيدًا من الوقت للاطلاع على البيانات المالية الخاصة بأداء الشركة في السنوات الثلاث الماضية. حيث بات واضحًا من تفاصيل الجولة الترويجية أن «أرامكو» أرسلت ما لا يقل عن فريقين برفقة البنوك المرتبة لإصدار سنداتها وذلك للالتقاء في الوقت نفسه مع مستثمري الدخل الثابت في آسيا وأوروبا ثم الولايات المتحدة.
المنبع والمصب
وأردف الخنيفر: بالعودة لنشرة الإصدار، نجد تفاصيل أوسع عن إمبراطورية «أرامكو» الهائلة للتكرير والبتروكيماويات. فلقد أنتجت الشركة 10.3 مليون برميل يوميًا العام الماضي واستهلكت 38 في المائة من عمليات المنبع (القادمة من مصافي النفط) استهلكتها بأنشطة المصب الخاصة بها لتصبح الشركات التابعة لـ«أرامكو» من أكبر عملاء الشركة الأم بعد أن نجحت في إيجاد سوق لنفسها عبر شركاتها التابعة لها. وتشمل أنشطة المصب لـ«أرامكو» مشروعات للتكرير مع شركات نفطية أجنبية وغالبًا ما تكون عبارة عن وحدات تابعة مشتركة في أنشطة المصب في داخل المملكة وخارجها.
في حين تتعلق أنشطة المنبع حول التنقيب وعمليات إنتاج النفط الخام. وتقع الأصول المتعلقة بأنشطة المنبع لشركة «أرامكو» في المملكة.
وقال محلل السندات بـ«الجزيرة»: لهذا ترى موديز بأن الاستحواذ على سابك سيساعد على تقوية النشاط التجاري لـ«أرامكو» نظرًا لقيام الأصول المتعلقة بأنشطة المصب عادة بتوفير فوائد التدفق النقدي في مواجهة التقلبات الدورية. ونأخذ في عين الاعتبار أن وكالة فيتش تتوقع أن تسهم أنشطة المصب لـ«سابك» بنحو 8 مليارات دولار سنويًا لصالح التدفقات النقدية الخاصة بعمليات «أرامكو». مبينًا أن الاستحواذ على «سابك» منح «أرامكو» انكشافًا على قطاع البتروكيميائيات (بكافة مكوناته) وهذا القطاع سيكون بمنزلة «الغطاء التأميني» لـ«أرامكو» في حال انخفاض أسعار النفط لأن هذا القطاع ترتفع هوامش ربحية بعض منتجاته مع تدني أسعار النفط.