حمد بن عبدالله القاضي
هذا «الكتاب» الذي كلما قيل سيخبو حضوره وينطفئ إشعاعه نراه كطائر «الفينق» يخرج من بين أكوام الرماد فارداً جناحيه حتى يهبط بسلام في داره فيأتي إليه عشاقه وقراؤه من كل فج عميق
يرحلون مع صفحاته
يتحلقون حول مؤلفيه،
ويسعدون بنيل التوقيع على غرّته.
ودعنا معرض الرياض قبل فترة وجيزة ورأينا الإقبال الكبير الذي ازداد هذا العام حضورا، وربما عناوين وتقاطر دور نشر.
ماذا يعنى هذا؟
لولا أن الكتاب لا زال معشوقا ما أقيم له معرض، وما نضّدتْ حروفه مطبعة وما نشرته دار كتاب وأخيراً لو لم يكن هناك عليه إقبال وله قبول ما تم شيء من هذا
نجاح معارض الكتاب صار له بُعد اقتصادي بما يسمى الآن «الاقتصاد المعرفي».
معرض الرياض الدولي للكتاب بهذا المفهوم الثقافي والاقتصادي يحقق نجاحا كبيرا ونجاحه يتدرج دورة بعد دورة وسنامه كان دورته الأخيرة.
لقد استطاعت وزارة الإعلام أن تجعل ختام تنظيمها لهذا المعرض مسكا.
أضحى معرض كتاب الرياض الآن رغم أنه كان الأخير زمانه بين المعارض هو الأنجح والأكثر مبيعا.
ولابد من كلمة امتنان للزملاء بوزارة الإعلام فقد بذلوا جهداً كبيراً بدءا من الإخوة بوكالة الشؤون الثقافية ومساندة وكالات الوزارة الأخرى فضلا عن لجان المعرض المختلفة وبمقدمتها اللجنة الثقافية التي وفقت باختيار مفردات النشاط المتنوع سواء ما أقيم منها بالصالة الرئيسة كندوة الرمز غازي القصيبي، أو «بالمجلس الثقافي» الذي كان بناصية مدخل المعرض والذي تم تنظيمه بهذا الشكل لأول مرة.
ناهيكم عن الأنشطة الفنية والورش وفعاليات الأطفال وجائزة الكتاب إلخ.
إنني كزائر للمعارض العربية الخارجية وزائر لمعرض الرياض بكل دوراته وجدت معرض الرياض يفوقها بالتنظيم والحضور والتجديد.
والكتاب يستحق كل احتفاء ولعيونه يهون كل تعب.
وزارة الإعلام تسلمه لوزارة الثقافة بتألق نجاحه ونتوق أن تضيف إليه وزارة الثقافة مزيدا من النجاح والتألق ليكون تاج خطتها الثقافية التي أعلنتها لمزيد من حراكنا الثقافي، ونمونا المعرفي.
إن معارض الكتب من أهم المنصات التي نعطي بها صورة مشرقة عن الإنسان السعودي وحضارته وهي من زاوية أخرى تمحو بقايا الصورة النمطية التي بأذهان البعض بالخارج حول أننا وطن نفط وبناء مادي فقط مع أننا وطن الفكر والحضارة والثقافة ماضيا وحاضرا كما قال سمو وزير الثقافة بكلمته بتدشين الاستراتيجية وسيبقى معرض الرياض الدولي للكتاب أحد الشواهد الحية التي تبعث هذه الرسالة النابهة للعالم كل عام.
ختاماً: معارض الكتب أكدت أنه لا تقاطع بين الورقي والرقمي فهما متناغمان لا متقاطعان وكل يقرأ عبر الوسيلة التي يرتاح لها وإليها.
القراءة إثراء عقل ومتعة قلب.
* * *
= 2 =
آخر الجداول
«الكتاب هو المكان الوحيد الذي يلتقي فيه غريبان بحميمية كاملة ومُثرية»
* الأديبة الراحلة مي زيادة