د. محمد عبدالله الخازم
أعرف معالي الدكتور أحمد العامري كمتخصص وخبير في الإدارة الأكاديمية، وفي الأنظمة وله مقولات في ضرورة تحويل الجامعة إلى جامعة رشيقة. بعد تهنئته بالثقة الملكية أودّ أن أشير إلى حاجتنا إلى تشذيب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بقص الغصون الزائدة التي ترهق جذعها الأساس وتفقدها رشاقتها المأمولة. وبحكم إدراك معاليه بالأنظمة فهو يعرف أن التشذيب يبدأ من الهياكل الإدارية والتنظيمية، ومن التخلص من الغصون الزائدة وعليه نضع بعض المقترحات بين يديه:
1) تخلي الجامعة عن المعاهد العلمية. سبق أن كتبت عنها ودافعت الجامعة وبعض المهتمين بأنها تقدِّم تعليماً مميزاً في اللغة والدين، وليس لدي اعتراض على ذلك، وإن كنت أراه يتنافى مع التوجهات الحديثة عدم تعليم تلك المعاهد كافة العلوم للنشء وكأنها تحرم الملتحق بها أن يكون عالماً فيزيائياً أو طبيباً أو رائد فضاء. ما أطالب به هو تحويل ارتباطها الإداري ليكون تابعاً لوزارة التعليم كمدارس تعليم عام والتزامها بالحد الأدنى في مناهج التعليم الأساسي، مع الحفاظ على قوتها في مجالات اللغة والدين، كما هو حاصل مع مدارس تحفيظ القرآن.. القضية تنظيمية ويجب أن يتخلى البعض عن اعتقادهم بأن جامعة واحدة هي حارسة الدين واللغة، في بلد جميع مناهجه وجامعاته تدرس الدين واللغة في مناهجها!
2) المقترح الثاني موجه لجامعتي الإمام ونورة بنت عبدالرحمن، ويتمثَّل في إقفال كلية الطب بجامعة الإمام ودمجها مع طب جامعة نورة. طب الإمام ليس لديها مستشفى جامعي ومخرجاتها دون المأمول بدليل نتائج اختبارات الرخصة التي تجريها هيئة التخصصات الصحية، وهي مجاورة لجامعة نورة. أعلم بوجود فكرة تأسيس مستشفى جامعي، ولكن الواقع يشير إلى أن ذلك لن يحدث خلال عشر سنوات عطفاً على سير المشاريع الجامعية المماثلة، كما أن تعليم الطب يربك أيدلوجية جامعة الإمام الرافضة لاختلاط التعليم والعمل بين الجنسين، بل يقال إن أدلجة طب جامعة الإمام تسبب في تواضع مخرجاتها. جامعة نورة لديها مستشفى جامعي والتوسع في تعليم الطب للفتاة قد يكون مطلوباً. طبعاً موضوع الكوادر، سهل التعاون مع جامعات المنطقة لاستقطابهم. لست أنصح جامعة الإمام بتعليم التخصصات الصحية لأن متطلباته المادية والبشرية والأكاديمية عالية، وليس هناك جدوى اقتصادية من تبنيه. معالي مدير الجامعة قريب من الإدارة الصحية ويدرك أن أكبر مستهلك للميزانية ومرهق للجامعة هو التخصصات الصحية. نصيحة له، تعلّم من جامعة البترول وأبعد عن تعليم الطب!
3) ثالث المقترحات حول فروع الجامعة. لماذا فرع الجامعة بالأحساء لا يدمج بجامعة الملك فيصل. فروع الجامعات دمجت بجامعات المناطق إلا هذا الفرع، فهل هناك حصانة لجامعة الإمام بعدم المساس بمعاهدها وفروعها المختلفة؟!
4) أخيراً يمكن تعزيز رشاقة الجامعة بتقليص عدد الكليات عن طريق الدمج؛ فهناك كليات مجرد قسم تم تضخيمه. على سبيل المثال؛ كليات اللغة العربية، اللغات والترجمه، الإعلام يمكن جمعها في كلية آداب واحدة... إلخ.
سيكون أمراً جيداً لو أصبح لدينا جامعة رشيقة بكليات قليلة، يسهل إدراتها وتطوير مواردها وأدائها البحثي والأكاديمي.