ناصر الصِرامي
آلات يمكنها أن تفكر، وآلات يمكنها أن تقرر وتشعر، هذا هو الذكاء الاصطناعي (AI) ببساطة وبلا تعقيد، ويغطّي كل ما يتعلق بإكساب الآلات صفة «الذكاء»، وذلك بهدف محاكاة قدرات التفكير المنطقي الفريدة عند الإنسان. يمثل التعلم الآلي فئة ضمن المجال الأوسع للذكاء الاصطناعي، وهو يختص بمنح الآلات القدرة على «التعلم». يتحقق ذلك عن طريق استخدام خوارزميات يمكنها أن تكتشف الأنماط، وتولد الأفكار انطلاقاً من البيانات التي تعرض عليها، لتطبيقها على عمليات اتخاذ القرار والتنبؤات المستقبلية، وهي عملية تتجنب الحاجة إلى برمجة الخطوات بطريقة مخصصة لكل إجراء ممكن بمفرده.
الذكاء الاصطناعي بدأ بالخيال، ولأن لا حدود للخيال البشري، فقط وصل الآن إلى مستوى جديد، التنبؤ بتاريخ الوفاة!؟، فقد وجدت دراسة جديدة، أجرتها جامعة نوتنغهام، أن الذكاء الصناعي يمكن أن يكون قادرا على التنبؤ بموعد وفاة المرضى المصابين بالأمراض المزمنة.
واستخدم العلماء والأطباء بيانات نصف مليون فرد، لتطوير الأداة التي تستعرض المرضى المعرضين لخطر الموت المبكر.
وتأخذ الأداة في الحسبان مجموعة من العوامل، بدءا من تاريخ أسرة المريض مع المرض وكمية استهلاك الملح، وحتى استخدام الدواء ومدى استخدام الواقي الشمسي.
وقال قائد الدراسة، بحسب ما نشرته ديلي ميل، -وأنقله بالنص هنا- قال ستيفن ونغ، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة وعلوم البيانات، إن «الرعاية الوقائية تعد أولوية في مجال مكافحة الأمراض الخطيرة. لذا نحن نعمل منذ عدة سنوات لتحسين دقة تقييم المخاطر الصحية المحسوبة لدى عموم السكان. وتركز معظم التطبيقات على مجال مرضي واحد، ولكن التنبؤ بالموت بسبب العديد من نتائج المرض المختلفة أمر معقد للغاية، خاصة بالنظر إلى العوامل البيئية والفردية».
وأُنشأت خوارزمية الذكاء الصناعي من بيانات 502 ألف و628 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاما، شاركوا في دراسة البنك الحيوي البريطاني بين عامي 2006 و2010، وتمت متابعتها حتى عام 2016.
وتضمن النموذج الذكي معلومات عن استهلاك المشاركين للفاكهة والخضراوات واللحوم والجبن والحبوب والأسماك والكحول.
وتشير النتائج المنشورة في مجلة «PLOS ONE»، إلى أن تقنية الذكاء الصناعي الجديدة كانت أكثر دقة بنسبة 10.1%، من الشبكات الحالية.
لا يمكنني أن أضيف المزيد من التفاصيل على ما ذكره الخبر، إلا نصيحة واحدة، ومكررة دائما، إنه الخيال البشري الذي يأخذنا وسيأخذنا إلى مناطق خارج توقعاتنا أيضا، ليبقى العقل البشري هو من يقود الآلات ويوجهها، حتى الآن على الأقل!