يشير الياقوت إلى أصناف الأحجار الكريمة المختلفة من معدن الكوران دوم، وهو أكسيد الألمنيوم (Al2O3) عندما يكون له لون آخر غير الأحمر، يكون الحجر الكريم في هذه الحالة ياقوت. ويمكن أن تعطي الكميات الضئيلة من العناصر الأخرى مثل الحديد والتيتانيوم أو الكروم، للكوران دوم ألوانه مثل الأزرق والأصفر والوردي والأرجواني والبرتقالي، أو اللون المخضر. ويعتبر الكوران دوم ذات اللون الوردي البرتقالي من الياقوت أيضاً، ولكنه يسمى بادبرادشا بدلاً من ذلك.
عادة ما يلبس الياقوت على أنه من المجوهرات، وذلك لأنه من الأحجار الكريمة. ويمكن إيجاد الياقوت في الطبيعة، أو يتم تصنيعه في باولات كريستالية كبيرة. ونظرًا لصلابته الملحوظة، يستخدم الياقوت في كثير من التطبيقات، مثل المكونات البصرية للأشعة تحت الحمراء، وبلورات الساعات، والنوافذ عالية المتانة، والرقائق اللازمة لترسيب أشباه الموصلات.
يعد حجر الياقوت أحد أكثر الأحجار الكريمة شيوعاً في الوطن العربي، سواء من جانب الاستخدام الشخصي أو الجانب الروحاني. لذلك لا دهشة عندما نجده على أغلب رفوف متاجر المجوهرات والأحجار الكريمة مستخدماً في شتى أنواع الخواتم والقلائد وغيرها من أنواع المجوهرات الرجالية والنسائية.
حجر الياقوت الأزرق أيضًا يتمتع بعدة فوائد صحية، نستعرضها عليكم في السطور التالية. فهو من الأحجار التي تحتل الصدارة بين الأحجار الكريمة الأكثر قدرة وسرعة في تحسين صحة الجسم، والتي يمكن أن تجلب فوائد جمة إلى مَن يرتديها.. ويتميز هذا الحجر بقواه وقدراته التصحيحية على محاربة مجموعة واسعة من الأمراض والظروف الصحية والمشكلات. كما يُطلق على الياقوت الأزرق اسم «نيلام» وهو أحد أحجار كوكب زحل.
يزيد من الخصوبة، وخصوصاً الياقوت الأزرق الذي يُعدّ مساعداً للتخلص من مشكلة العجز الجنسي، واللون الأصفر منه يعود لكوكب المشتري الذي يخص الأمور الجنسية، يعزز صحة الجلد ويساعد في تخليصه من العديد من المشكلات مثل: الالتهابات الجلدية والصدفية، يعزز صحة الجهاز الهضمي إذ يُساعد في امتصاص المواد الغذائية ويساعد في التخلص من عسر الهضم كما يعالج اليرقان وقرحة القناة الهضمية ويعالج ارتخاء الأمعاء.
يُعطي تأثيراً إيجابياً على الشخص الذي يرتديه، يفيد في تحسين التوازن العقلي ويمنع الشعور بالقلق والتوتر ويخفف الضغوطات النفسية، لذلك يعدّ مهماً للأشخاص الذين يُعانون من الاضطرابات النفسية لأنه يرفع معنوياتهم ويطرد الطاقة السلبية.
فوائد حجر الياقوت لا تتعدى كونها معتقدات قديمة قراءتها والاطلاع عليها لهو من سبيل المعرفة التاريخية فقط. من المعروف أن الناس تحب حجر الياقوت من آلاف السنين. ويعتقد الإغريق أن أول خاتم في العالم كان يحتوي على حجر الياقوت. وأعتقد أيضاً حكام بلاد الفرس أن السماء الزرقاء رسمت هكذا نتيجة انعكاس حجر الياقوت. ويرتدي البعض حجر الياقوت لحمايته أثناء السفر. والبعض الآخر ارتداه بسبب لونه الخلاب المثير.
يمكن الحصول على الياقوت الأصلي من أماكن محدودة، خصوصًا أن الياقوت الطبيعي وجوده نادر ويكون غالي الثمن بعكس الياقوت الصناعي الذي يكون رخيصاً. وأكثر الأماكن التي يُستخرج منها الياقوت الطبيعي هي مناجم أستراليا وإفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى شمال كارولينا ومونتانا وباقي دول أمريكا وغرين لاند وكينيا ومدغشقر وسيريلانكا وكمبوديا.. أما أفضل أنواعه فيمكن الحصول عليها من بلدة موغوك الموجودة في أعالي الوادي في منطقة ميانمار، أما اللون الذي عُثر عليه هناك أطلق عليه اسم دم الحنان الذي يُعرف باسم ياقوت «موغوك».
أغلى أنواع الياقوت يأتي من إقليم كشمير.. فالياقوت المستخرج من هذا الإقليم لونه الأزرق على درجه من الوضوح والبريق العالي. وقد أثرت الأحداث السياسية في هذا الإقليم على استخراج حجر الياقوت من هذا الإقليم.
تعتبر ياقوتة لوجان قالب: الموجودة في المتحف القومي التاريخي، في واشنطن العاصمة من أكبر أحجار الياقوت الأزرق جودة في العالم.
حجر الياقوت واحد من أقصى الأحجار الكريمة. الحجر الوحيد الأقصى من الياقوت هو الماس فالياقوت بمقياس 9 على مقياس الصلابة أم الماس فهو على مقياس 10 لذلك فالياقوت يلي الألماس.
** **
تركي عبدالرحمن الحربي - كلية العلوم