أهدتني الجوهرة بن محمد بن ماضي كتاباً عن تاريخ وسيرة والدها الأمير محمد بن عبدالعزيز بن ماضي، ولا شك أن هذا العمل من البر بوالدها -يرحمه الله- وإحياء لذكره والدعاء له، ففي الحديث الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
كان الفصل الأول في هذا الكتاب عن حياة الأمير الخاصة والعامة، فقد أوردت معلومات جديدة ومواقف جميلة لا توجد إلا في هذا الكتاب، كشفت فيها عن شخصيته وعلاقته مع الآخرين، ثم عرجت على مسيرته السياسية، وذكرت غزواته مع الملك عبدالعزيز وتقلده الإمارة في عدد من مدن المملكة، ولا شك أن هذا يعد جزءاً من تاريخ المملكة ومادة مهمة للباحثين عن نشأة بلادنا الحديثة، والتي ما كان لها أن تتوحد إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم بقيادة الملك عبدالعزيز والرجال المخلصين الذين هبوا لنداء الواجب للعمل على وحدة البلاد وأمنها.
ثم تحدثت عن وفاته -يرحمه الله- وأوردت معلومات دقيقة حول مرضه، ووثقت الكتاب بصور شخصية وقصاصات من الصحف ووثائق مهمة زادت الكتاب رونقاً ومتعة وجمالاً.
ويأخذ الشعر جانباً من جوانب الكتاب، حيث حوى الفصل الثاني العديد من القصائد التي قيلت في الأمير محمد، وفي الفصل الثالث والرابع أقوال المؤرخين والأدباء في الأمير محمد في الكتب والصحف، وإن كنت أعتقد وجود أكثر من ذلك في كتب وصحف أخرى.
أما الفصل الخامس فقد حوى العديد من المراسلات الملكية الخاصة بالأمير، وفي الفصل الأخير حديث عن قصر آل ماضي بروضة سدير، حيث تم وصف بناءه بدقة وذكرت المناسبات التاريخية التي شهدها هذا القصر.
وبعد هذا ما أردت إيضاحه حول قراءتي لهذا الكتاب في عجالة عندما طلبها مني الأخ يوسف العتيق -حفظه الله-. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** **
محمد بن عبدالعزيز الفيصل - مدينة تمير