سلطان المهوس
بعد سبع سنوات «2013 - 2019» من استلامه مهمة «الرئيس» أصبحت مهمة معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم صعبة للغاية؛ فالقارة التي كادت تهوي للحضيض بين عامَي 2011 - 2013 عادت بقيادة هذا الرجل لتكون واجهة «التطور» بأرقام مثبتة، ومنجزات على الأرض، لا يمكن طمسها، جسدت طموح ورغبة وشغف كل محبي كرة القدم الآسيوية..
الجماهير والإعلام تبدو علاقتها بالاتحادات القارية والدولية مبنية على نتيجة مباراة أو صفارة «حكم» فيما لا يبدو «بناء» المتانة أمرًا جديًّا لهما؛ لذلك لا يمكن أن يفلت أي اتحاد، سواء الدولي أو القاري، من الرمي برصاص «الشكوك»، وهو قدر لا مفر منه..!!
انتبه الشيخ سلمان جديًّا إلى أهمية تحصين الاتحاد الآسيوي الذي يعيش فترة علاقة وثيقة جدًّا مع الكرة السعودية؛ فأنشأ قسمًا للنزاهة، يرأسه «السعودي أحمد العصيمي»، واعتمد ميثاق الانتخاب الضامن لشفافية النتائج، وأبرم عقودًا مع كبريات شركات المراقبة في العالم «مثل رادر سبورت» مطلقًا حملة «لا هوادة» لمراقبة 4500 مباراة سنويًّا، وجلب أفضل الكفاءات القانونية، وأطلق شعار «آسيا موحدة»؛ فلم يعد هناك اتحاد وطني لم يصل إليه دعم الآسيوي حتى تم رفع عدد منتخبات القارة المشاركة بكأس آسيا إلى 24 منتخبًا؛ لتكون كرنفالاً لكل الآسيويين.
منصب «الرئيس» يتطلب مهارة فائقة في السير الحذر بين جغرافية آسيوية معقدة، تختلف داخلها الديانات والثقافات والمعتقدات والطموحات والمسافات..!!
استطاع الشيخ سلمان أن يستحضر أساسات نشأته ببيت الحكم بالبحرين، ودراسته الأدب الإنجليزي في رحلته العلمية بإنجلترا، وطبيعته «الهادئة»؛ فكان الرجل «الهبة» لآسيا بوقاره وتواضعه وحرصه على امتصاص الصدامات بابتسامة ساحرة، يعتبرها البعض «ضعفًا» فيما الأرقام وملفات القرارات تؤكد أنه «صلب» في مواجهة الخطأ..!
«حكيم» آسيا.. لقب يستحقه من غادر كوالالمبور مهزومًا بانتخابات 2009 «عضوية الفيفا»، وبقي صامتًا مؤازرًا الكرة الآسيوية، رافضًا رفع شعار»المعارضة»؛ ليعود «رئيسًا»، بصم «الجميع» شرقًا وغربًا على أهمية وجوده «كبيرًا»..
تحديات المرحلة تتضمن ارتفاع سقف طموحات «الآسيويين»؛ فلم تعد «أحلامهم» مستحيلة، ولا مطالباتهم غير «واقعية» بوجود قائد نزيه، استطاع تحويل الميزانية من الإفلاس إلى فائض مالي، وضخ كل ملايين الإيرادات لصالح الاتحادات الوطنية والتطوير الحقيقي..
سلمان بن إبراهيم الذي يستعد للتزكية يوم السبت القادم رئيسًا حتى عام 2023 هو أحد مفاخرنا الخليجية العربية أمام القارة الآسيوية والعالم بصفته نائبًا لرئيس الفيفا؛ فالرجل الذي اجتاز كل فحوصات النزاهة في كل مراحل خطواته، واستطاع أن يكون سفير العرب والخليج بصورته الزاهية، يستحق أن نلتصق مع التاريخ لنفخر به.