فيصل المطرفي
مساء الجمعة الماضية شهد الكرنفال الرياضي الشيّق، مواجهة النصر والهلال، كانت ليلة استثنائية أكدنا فيها للجميع أن كرة القدم السعودية ماضية لتقديم منتج قوي أجبر الجميع على متابعته والاستمتاع بكل تفاصيله، ونجح المنظمون وكافة الجهات ذات العلاقة في تقديم جهود بارزة لنجاح الحدث بصورة لائقة ومتميزة، كانت رابطة دوري المحترفين على الموعد، وكان الناقل مبهرا وقدم اللقاء المنتظر بزوايا مختلفة، ليكتمل المشهد في إحدى أكبر المباريات في منافساتنا.
في درة الملاعب احتشد أكثر من 57 ألف مشجع نصراوي وهلالي لمؤازرة فريقيهما والتفاعل مع هذا اللقاء الكبير ورغم المعاناة التي وجدت في التواجد المبكر إلا أن الجماهير كانت أجمل ما في المواجهة بحضورها اللافت ومساندتها المستمرة ولافتاتها الرائعة، وبالتيفو الأصفر من الجانب النصراوي، والأزرق من الجهة الهلالية، كانت لوحات بديعة جسدت حالة الإبداع الجماهيري في المدرج السعودي الذي تفاعل مع قوة المنافسة.
وفي المباراة كانت السيطرة صفراء والغلبة نصراوية بجدارة واستحقاق، لأنه كان الأفضل في أغلب مجريات المباراة، ولأن مدربه «فيتوريا» تفوق وتمكن من التعامل بذكاء في المباراة الكبرى، بينما أخفق «زوران» ليواصل الأزرق نزيف النقاط ويفقد صدارته وسط حسرة جماهيره وتحت أنظار إدارته.
المواجهات الكبيرة، ومنها «الديربي» تحسم بالتعامل المثالي مع التفاصيل الصغيرة والتركيز على التحضير النفسي، وفي مساء الجمعة الماضية كان التركيز النصراوي في قمته وهو الطريق الأمثل للظفر بالانتصار، بينما كان الهلال تائها وكان لاعبوه في شرود ذهني غريب، وهو ما أكده نجم النصر وهدافه المغربي « عبدالرزاق حمد الله» الذي شدد في تصريحه عقب المواجهة أنهم دخلوا برغبة أكبر من الهلاليين لتحقيق الانتصار وتحقق لهم ذلك!
الهلال في هذا اللقاء خسر أشياء كثيرة علاوة على خسارته المباراة والصدارة، وظهر بشكل سيء لم يعهده عشاق الهلال، كان فريقا هشا.. تائها من بداية المباراة، واقتصر حضوره على اجتهادات بعض نجومه وعلى رأسهم «سالم الدوسري» الذي سجل هدفاً لن ينسى، وبنهاية قمة الجولة الخامسة والعشرين يدخل الفريقان في سباق مختلف على اللقب، ودوري مثير من خمس جولات، بصدارة نصراوية بفارق النقطة، ورغم أن الترشيحات تتجه نحو الفائز بالديربي ليكون البطل، ويتوقع البعض أن الخاسر ستعصف به تلك الخسارة ويتأثر بها سلبياً، ولكني أعتقد أن المتعة والتشويق مستمرة حتى تتضح في الرمق الأخير هوية بطل دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
التعامل الفني والإداري في المرحلة المقبلة سيكون له أثر بالغ في أهم مراحل الدوري، الفرصة متاحة للفريقين لتحقيق الدوري، كلاهما سيسعى للانتصار، وفي نفس الوقت سينتظر تعثر الآخر، وستبدأ الجماهير في إعادة شريط ذكريات الدوري والتوقف عند بعض المحطات والندم على بعض النقاط المهدرة!