د. محمد بن صالح الحربي
يتسم الخطاب السياسي السعودي، في مضمونه ومحتواه, دائمًا بالوضوح والاتزان، لإبراز نهج وقيم المملكة العربية السعودية الثابتة والراسخة في مكافحة التطرف والإرهاب، بكافة أشكاله الأيدلوجية (الدينية العرقية الطائفية...) هذا ما تضمنته، برقيتي العزاء التي وجهها, خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الحاكمة العامة لنيوزيلندا, باتسي ريدي, أبدوا فيها، (وقوف ومساندة المملكة لنيوزيلندا في مواجهة العمل الإرهابي الذي راح ضحيته 50 قتيلاً وعشرات الجرحى, وكذلك، البيان الصادر لإدانة لمجزرة الشنيعة، التي استهدفت المصلين الآمنين بمسجدين في نيوزلندا، والتأكيد على تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في مواجهة خطابات الكراهية والإرهاب، التي لا تقرها الأديان ولا قيم التعايش بين الشعوب..
استفاق العالم الأيام الماضية, على فاجعة إطلاق النار على مصلين بمسجدين في كرايست تشيرش, التي نفذها (برينتون تارنت) اليميني الأسترالي المتطرف (28 عاما) الذي وصفته رئيسة الوزراء النيوزيلندية بالإرهابي العنيف... بعد قيامه، بارتكاب المجزرة الإرهابية الشنيعة, وبثه جريمته على الهواء مباشرة من صفحته بالفيسبوك، التي احتوت على وثيقة نشرها على الإنترنت (75 صفحة )، ذكر فيه أنه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، وأهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، والانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم... مطالبًا بترحيل غير الأوروبيين من الأراضي الأوروبية, وأنه شكل أفكاره من خلال الإنترنت، مشيرا إلى تأثره بأندرس بريفيك، الإرهابي اليميني الذي قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011.. بحسب أقوال منفذ الهجوم.
لا شك أن صعود التيارات اليمينية المتطرفة في الغرب، وما تحتويه من خطابات شعبوية وفئوية متطرفة وعنصرية مناهضة للمهاجرين والأقليات ومنهم المسلمة, كان لها أثرا سلبيا في تنامي الفكر اليميني المتطرف لدى جمهورها وناخبيها... ولعل ما صرح به مؤخرًا السناتور الأسترالي فريسر آنينغ: (إن هجرة المسلمين كانت سببًا لهجوم يوم الجمعة...), ليس ببعيد عن هذا النهج اليميني المتطرف!
الجدير بالذكر، أن أستراليا ستشهد انتخابات فيدرالية عامة في منتصف 2019 بين حزب الأحرار الحاكم الذي يشهد صراعًا داخليًّا بين جناحيه (المعتدل والمحافظ المتشدد) برئاسة رئيس الحكومة الحالي موريسون الذي عُرف في الحلبة السياسية، بسياساته المتشدّدة حيال المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى بلاده بحرا، وبين حزب العمال (الاشتراكي الديمقراطي) ورئيسة بيل شورتن ذو النهج الأكثر اعتدالا.
وبالتالي، لا بد من إبراز وتعميم الخطابات السياسية المعتدلة في طرحها لإشاعة المحبة والسلام بين الشعوب كخطاب وبيان خادم الحرمين الشريفين آنف الذكر.
ونبذ وكشف خطابات الكراهية والعنصرية المتنامية التي تتبناها الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى الرأي العام العالمي...
وبالله التوفيق.