عبد الرحمن بن محمد السدحان
* أُنشِئت هذه المؤسسة الوطنية الرائدة بمبادرة كريمة من أبناء جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وذلك قبل نحو نصف قرن بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم (أ/134) وتاريخ 19-5-1396هـ، وعرفت منذ ذلك الحين باسم مؤسسة الملك فيصل الخيرية. وفي عام 1397هـ (1977م)، قرر مجلس أمناء هذه المؤسسة إنشاء جائزة عالمية تحمل اسمَ جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه. وقد بدأت الجائزة بثلاثة فروع، هي (1) خدمة الإسلام. (2) الدراسات الإسلامية. (3) اللغة العربية والأدب. ومُنحتْ هذه الجائزةُ لأَوّل مرة عام 1399هـ(1979م).
***
* وفي عام 1400-1981م قرر مجلس أمناء المؤسسة إضافة تخصّصيْن إلى تخصُّصات الجائزة الثلاثة التي سبق إقرارها من قبل، أحدُهما في الطب والآخر في العلوم، وأسهم هذان التخصَّصان في تعميق التحليق (العالمي) للجائزة. وقد مُنِحت جائزةُ الطب أول مرة في عام 1402-1982م، تلتْها جائزةُ العلوم، حيث مُنِحتْ أول مرة عام 1403-1983م.
***
* وبمرُور السنوات التالية، ازْدادتْ جائزةُ الملك فيصل عالميةً: سمعةً وصيتًا، وارتَقتْ عُمقًا في المحتوى والمضمون، وتفوّقَتْ في آلية الترشيح والاختيار!
***
* ولا أغلوُ إذا قلت إن جائزة الملك فيصل العالمية قد تجاوزت حدودَها المحليةَ والإقليميةَ في زمن قصير نسبيًا لتدخلَ مضمار الشهرة الدولية في معظم أرجاءِ العالم ممثلةً بمَنْ فازُوا بجوائز (مراثُونِها) الدولي عاماً إثر عام، ورغم ذلك ما برحت، تَعِدُ بالمزيد تخصُّصًا ونجَاحًا، انسجَامًا مع السمعة الدولية التي أحرزتْها خلال فترة قياسية من الزمن. وغدا لها موعدٌ مع الإبداع عَبْر حفلها (البانورامي) المهيب مرةً كل عام (بمسقط رأسها) في عاصمة العز الرياض، بحضُور ورعاية ملوكها خلال العقود الأربعة الماضية، وها هي اليوم تزْدادُ قُربًا من نهاية عقدها الماسي - بإذن الله.
***
وبعد،
فماذا أضيفُ في ذكْرِ جائزةِ الملك فيصل العالمية، التي احتفلت أخيراً (بعُرسها) السنوي العالمي الكبير، لهذا العام بتاريخ 17-7-1440هـ الموافق 24 مارس 2019م، وكانت وما برحت تقْفزُ من نجاح إلى آخر لتعانق (العالمية) في أقل من ثلث قرن، شموليةً ومحتوىً وإبْهارًا، وما فتئت تعدُ بالمزيد!
***
* ختامًا، لا أجد ما أتوج به جبينَ هذا الحديث الموجز عن جائزة الملك فيصل العالمية، أجمل من كلمات فارسِ هذه الجائزة ومُلْهِمها، وأحدُ أبرز مؤسسيها، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، - حفظه الله - التي ألقاها مساء يوم الأحد 17 رجب 1440هـ الموافق 24 مارس 2019م، وقد ألقاها بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وكانت بمنزلة لآلئ من عبق القول وعطره، ومسْكِ ختامٍ لأجمل بداية!
***
قال سموه:
«جلستُ لم أنمْ.. واستعصَى القَلمُ.. فتَواثبت ثلاثَةُ أحْرف.. قلتُ: أريدُ كلمةً.. فتشكّلتْ: (لمعَ).. حرّكْتُها.. فأصبحت (عِلم).. ثم حركتها.. فصارت (عَلم).. فقرأتُها: (لمع علم علم).. قلتُ: إنهم الفائزون بالجائزة.. فتراءت رابعةٌ!! قلتُ: من أنْتِ؟ قالت: (عمَل).. قلت: وأنت الجائزة.. ثم اصطفت الأربع.. قلت: وماذا؟ قُلنَ: نريدُ أن نحيِّيه.. قلتُ: إنه رجل الزمان والمكان.. سلمان فحيُّوه.. والسلام»!