علي خضران القرني
فوجئتُ كغيري بنبأ وفاة الشيخ: سعد بن عبدالله المليص -رحمه الله- أحد رواد التعليم في منطقة الباحة، فأسفت وحزنت لذلك وكُلنا يحزن ويتألم على فقد صديق أو قريب أو زميل، ولكن لا رادّ لقضاء الله وقدره، ولكل أجلٍ كتاب، وكُلنا لهذا الأجل (منتظرون) والبقاء لله وحده، وارث الأرض ومن عليها.
والراحل من الرجال القلائل في مسيرة حياته العملية والإِنسانية، وله من الأعمال الرائدة التي إذا ذُكرت شُكِرت:
- ((شارك في أول جمعية للبر الخيرية في الباحة.
- اشترك في تأسيس نادي الباحة الأدبي ورأس مجلس إدارته.
- أسس معهد معلمين في منطقة الباحة في بني ظبيان عام 1376هـ.
- أعد برنامجًا خاصًا لمن فاته التعليم في سن الصغر.
- أسس المدرسة الريحانية الأهلية عام 1378 هـ بمنزله (مجانًا).
- كان يُعد العدة لتأسيس معهد للقراءات لدراسة علوم القرآن.
- حصل على شخصية العام الثقافية في جائزة الباحة للإبداع والتفوق)).
عرفت الراحل بداية من خلال زياراتي التفقدية الرسمية كمسؤول لقطاع تعليم البنات بالباحة المرتبط حينها بتعليم النبات بالطائف، وكان حينها من منسوبي التعليم بالباحة، وتوطّدت العلاقة أكثر عند تأسس نادي الباحة الأدبي وتعيينه رئيسًا له فكان بيننا لقاءات وتبادل زيارات واتصالات وخاصة خلال اجتماع رؤساء الأندية الأدبية الذي يُقام في كل عام مرة، ولم ينقطع الاتصال بيني وبينه، حتى بعد تغيير أعضاء مجالس الأندية الأدبية في عهد الانتخابات الأخيرة فقد كان مستمرًا.
كان -رحمه الله- على قدر كبير من الأخلاق العالية، والتواضع الجم والاستقامة وفعل الخير، والسعي في سبيل الإصلاح وله من الإنجازات الرائدة في خدمة أمته ووطنه، وقيادته، ما سجله تاريخ حياته بالفخر والاعتزاز والخلود.
ولا غرابة في ذلك فأُسرة آل المليص عريقة التاريخ والمكانة في منطقة الباحة ومشهورة بالفضل والعلم والخير على كافة الأصعدة.
رحم الله الشيخ سعد بن عبدالله المليص رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. والعزاء موصول لآل المليص في منطقة الرياض وجدة والباحة، وفي طليعتهم المربي الفاضل سعادة نائب وزير التعليم الدكتور: سعيد المليص، صاحب البصمات الرائدة في مسار التعليم بالمملكة إخلاصًا وبناءً وحسن التعامل الخيّر الذي أسداه خلال عمله مع من يعرف ومن لا يعرف، وألهم ذوي الراحل وأهله ومحبيه وزملاءه وأصدقاءه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.