فارق دنيانا الفانية قبل أيام قليلة إلى جوار ربه بعد عمر طويل حافلاً بالمآثر والمحامد والسمعة العطرة العم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الزبن، وما نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ماذا أقول عنك وماذا أذكر من أيام وليال جميلة عشناها مع بعض في منزل واحد لفترة طويلة، كان يعتبر والدي متعه الله بالصحة والعافية ووالدتي -رحمها الله- محل الأب والأخ والوالدة أخته الكبيرة كان بينهما من العلاقة والحب والوفاء والصدق شيء لا يصدق.
لقد فقدنا بوفاة العم مشعلاً ثقافياً أنار الطريق أمام أبناء العائلة، حيث كان من أوائل المتعلمين في الأسرة حيث حصل على الشهادة الجامعية عام 1381هـ عمل مدرساً بالجرشي ثم الدلم ثم استقر الحال به في الرياض مفتشاً في وزارة المعارف ونال ثقة المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله.
والحديث عنه ذو شجون في شخصية العم لما اجتمع فيه من الخصال وحسن الأفعال وطيب الأقوال، تعلمنا منه الكثير من الآداب السامية والقيم النبيلة والأخلاق الحسنة.
عاش عصامياً ومات- رحمه الله- عزيز النفس، إنه الرجل الذي ذرفت له الدموع وحزنت عليه القلوب.
عزاؤنا فيه هذه الجموع الغفيرة التي حضرت للصلاة عليه وتوديعه رحم الله العم ونسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وعزاؤنا لأبنائه وبناته وزوجاته وجميع الأسرة، والحمد لله الذي رزقه ذرية صالحة تدعو له، فيهم للخير محبون وعلى نهج أبيهم سائرون، أسأل الله أن يوفقهم لفعل الخير، اللهم أجرنا في مصيبتنا وعوضنا خيرا منها، اللهم ارفع درجاته في الفردوس الأعلى هو ووالدتي وجميع أموات المسلمين إنك سميع مجيب.
** **
- عميد (م) إبراهيم عبدالله العبدالرحمن الزبن