ألقى الناقد الأدبي محمد الطريّف في أحد الصالونات الأدبية مؤخراً بحضور نخبة من الشعراء والمثقفين محاضرة أدبية متميزة بعنوان (الأنفة والإباء في شعر الأمراء) وتحديداً في الشعر العاطفي.. وقال في فحوى حديثه: إن الشعر جزء لا يتجزأ من شاعره، وإذا ما تجاوزنا أدوات الناقد الفنية في النص إلى الأثر النفسي على قصيدة الشاعر، فإن الأنفة والإباء وعزّة النفس شيمة العربي الحر الأصيل، وكل منها يجسد مكارم الأخلاق والنبل التي جُبلت عليه نفسه، واختزل ذلك بقوله: حتى في الشعر العاطفي نلمس في شعر الأمراء الفصيح والشعبي صورة جلية لذلك، فهاهو الفارس والأمير الشاعر أبوفراس الحمداني يقول بعيداً عن التذلّل والتخضّع واستجداء عاطفة المحبوب:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سرُ
ومنها قوله:
تسائلني: «من أنت؟» وهي عليمة
وهل بِفَتىً مثلي على حاله نُكرُ؟
ويقول الأمير خالد الفيصل مُبدّياً عزة النفس والأنفة على كل ما سواهما:
مابي وعد باكر ولا توعد اليوم
خلّك بعيد وخل للحب قيمه
ومنها:
كانك بزينك يااريش العين موهوم
(ترى لنا زودٍ على الصبر شيمه)
كذلك يقول الشاعر بدر بن عبدالمحسن بعيداً عن التنازلات النمطية في بعض قصص حب الشعراء الآخرين من واقع قصائدهم المتاحة تفعيلاً لمقولة: (وبضدها تتميز الأشياء):
ما أقول أنا لبيه ولا أقول سمِّي
يا عيونه اللي ما صفت لي وتكدرت
كما تطرّق الناقد الأدبي لنماذج عديدة من شعر الأمراء الآخرين من مختلف الأجيال.