سلطان بن محمد المالك
الأسبوع الماضي أطلقت وزارة الثقافة رؤيتها وتوجهاتها، وهي تمثل إطار العمل الذي تنهجه الوزارة في مهمتها لتطوير القطاع الثقافي بالمملكة. وقد حدَّدت الوزارة ثلاثة أهداف رئيسية، هي: الثقافة كنمط حياة، الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
وتتماشى تلك الأهداف بدقة مع المحاور الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030، المتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. كما حددت الوزارة 16 قطاعًا فرعيًّا ذا أولوية للتركيز عليه في عملها، ومن أجل تعزيز قدرتها على أن تقود بفاعلية المبادرات الرائدة في مختلف مجالات القطاع الثقافي.
وبوصفي مهتمًّا بموضوع تسويق الدول، وكيف يمكن أن يتحقق ذلك من خلال مناشط عديدة للقوة الناعمة، أرى أن وزارة الثقافة سوف يكون لها شأن كبير في تسويق المملكة في الخارج من خلال القطاعات العديدة التي حددتها الوزارة كأساس لعملها، ومن خلال هدفها الثالث الذي وضعته لتعزيز مكانة المملكة الدولية.
كما أبدعت الوزارة من خلال اختيارها شعارها الجميل بألوانه المتعددة مع اختيار (ثقافتنا هويتنا)؛ لتكون هي الشعار الذي تقدم نفسها به محليًّا ودوليًّا. حقًّا نجحت الوزارة في اختياره بعناية.. فكثير من الدول الناجحة في تسويق نفسها اعتمدت على تاريخها الثقافي من أجل التسويق لها، ونجحت في ذلك كثيرًا. والموروث الثقافي المتنوع الغني لدينا سوف يدعم التوجُّه للتسويق الدولي لثقافاتنا حول العالم.
وقد استندت الوزارة في تعريفها مفهوم الثقافة إلى تعريف منظمة اليونسكو لها، الذي ينص على أن: «[الثقافة] هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها [الإنسان] باعتباره عضوًا في المجتمع».
بكل تأكيد، وبتوفيق من الله، وبدعم من قيادتنا الرشيدة، وبحماس وزير الثقافة سمو الأمير الشاب بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وفريق عمله الرائع، سوف تحقق وزارة الثقافة أهدافها محليًّا، وتبرز اسم المملكة عالميًّا، وهو ما نحتاج إليه خلال المرحلتَيْن الحالية والقادمة.