سمر المقرن
أكبر بيئة تنوع ثقافي هي في المملكة، فمن ينظر للاتساع الجغرافي والتشكيلة الكبيرة ما بين منطقة وأخرى يُدرك حجم التنوع الكبير والاختلافات التي عندما يتم النظر إليها بالعين الإيجابية نجدها «مكملة» بين أبناء الوطن الواحد لا «مُنفرة» ولا هي سبباً للتباعد بأي حال من الأحوال.
العمل على الاستفادة من هذه البيئة الثرية بالتنوع، في نظري يحتاج إلى كثير من الأطر لجلب مزيد من المكاسب، فالمملكة منذ سنوات طويلة وهي تعمل على هذه الشراكة الوطنية بين أبنائها، إلا أنه ما زال هناك فجوة -في بعض الأحيان- تحتاج إلى ردم لتحقيق التنمية التي أصبحت هماً وهاجساً لهذا الوطن. وأتصور أن هذا التنوع الثقافي هو أول عوامل تحقيق الأهداف التنموية، بل وقادر على تسريع العجلة تجاه هذه الأهداف، بعيداً بطبيعة الحال عن المعوقات التي تقف حجر عثرة ضد هذا الحراك التنموي الكبير بسواعد كل الأشكال والألوان والمناطق، في بث أنفاس الكراهية وإشعال فتيل العنصرية، هذه السلوكيات التي لا تتوافق مطلقاً مع حجم التنوع على أرضنا!
تخرج لنا العنصرية بأشكال مقبولة -أحياناً- بهدف الحصول على جماهيرية «وهمية» وتأييد مكسور الأركان، فتارة باسم التوطين وتارة باسم التجنيس وغيرهما من المصطلحات التي من الأساس تعمل المؤسسات الوطنية عليها وفق أجندة تحترم الجميع وبعيداً عن تأجيج العنصرية، كما نرى اليوم الجهود القائمة على سبيل المثال لا الحصر من قِبل الهيئة العامة للثقافة، وكذلك هيئة الترفيه وغيرهما.
الوضع العنصري الذي يخرج تحت مسمى قضايا وطنية عادلة خطير للغاية، ولا يمكن أن يتوافق أبداً لا مع روح الإسلام الذي هو أساس حياتنا، ومنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو أول من حارب العنصرية. أضف إلى ذلك لا يتوافق مع المنطلقات التنموية التي تسير عليها المملكة بسرعة البرق، والتي تعمل على خلق المساواة بكل أشكالها، وتسعى إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية.
ما يحدث حالياً من قِبل -بعضهم- من تأجيج العنصرية تحت مسمى قضايا حق أريد به باطل، وتنمر واضح ضد غير السعوديين، باعتقاد أن هذا من أساسيات حرية التعبير، والآراء العنصرية لا يُمكن تصنيفها ضمن إطار حرية التعبير التي أسيء فهمها واستخدامها وتوظيفها كذلك لأهداف عنصرية!