د. خيرية السقاف
إذا تجاهلك من يعرف قدْرك وأنت مقبلٌ عليه فلا تبتئس،
وإن خانك من تأمنه وأنت مطمئن إليه فلا تنكسر،
وإن سلبك من تعطيه، وأنت به حليم فلا تخالف حلمك،
وإن كسرك من تسنده فلا تنكسر،
وإن طغى بقوة عليك من تهادنه فلا تباطنه،
وإن يطمسك من أنرت ظلمته فلا تنطفئ،
فإن من يتجاهلك إما جاهل، وإما مبطنٌ لك غبطة، أو حسدا، وهذا ليس بيده أن يغيِّر شيئا مما بنيت، ومما وُهِبتَ..
وإن من يخونك إما مغرَّرٌ به فتجاوز عنه، وإما لا مبالٍ بك فاجتنبه..
وإن من يسلبك إما يظن بك غفلة فاكشف له عن ظنَّه، وإما ثقة في نفسه فعرِّفه دوام حلمك فالحلم لا ينقص من ذخيرتك..
وإن من يكسرك فحاقد اجتنبه، وامض في مسيرك دون أن تنكسر له، ولا به..
وإن من يطغى بقوته أضعف من أن يقوى على مهادنتك ففارقه..
وإن من يطمسك وأنت تنير ظلمته مبغض فابرأ بنورك عن ظُلمته..
فالمتضادون في أنفسهم، الذين يظهرون ما لا يبطنون، ويفعلون ما لا يقولون هم عبء على حديقة الحياة المزهرة بمن تحلو بطيبهم، ونورهم، وثفتهم، وجمالهم ، وعطائهم، وإيثارهم الحياة ومن فيها..