«الجزيرة» - الاقتصاد:
قال محلل السندات بـ(الجزيرة): إن تركيز المراقبين بعد استحواذ أرامكو على سابك إلى ثلاثة أمور وهي التصنيف الائتماني والأدوات المتوفرة لتمويل الاستحواذ والفترة الزمنية التي تم الاتفاق عليها من أجل تسديد كامل مبلغ الاستحواذ (وهو 69.1 مليار دولار).
وتأتي عملية الاستحواذ في الوقت الذي يدور فيه جدل كبير (بأوساط العاملين بالصناعة النفطية وأسواق الدخل الثابت) حول التصنيف الائتماني العادل المفترض أن تحصل عليه شركة عالمية بحجم أرامكو (خصوصاً أن التصنيف يُنتظر الكشف عنه خلال الأيام المقبلة).
وأشار محمد خالد الخنيفر المصرفي المختص بأسواق الدين والائتمان أن هذه التصنيفات مهمة من وجهة نظر المستثمرين.. حيث يتم الاسترشاد بهذه التصنيفات لمعرفة التسعير المناسب الخاص بسندات أرامكو المنتظر أن تتراوح قيمتها عند 10 مليارات دولار. فكلما ارتفعت درجة التصنيف الائتماني، كلما قل العائد الذي تدفعه الجهة المصدرة للمستثمرين والعكس صحيح. وأن التصنيفات الائتمانية للمستثمرين تتيح مقارنة وتقييم جودة الإقراض لمُصدري السندات وأدوات دينهم، إضافة إلى تحديد نطاق الهامش الائتماني لجهة الإصدار.
دعم سابك
وأضاف الخنيفر: إن من المنتظر أن تدعم سابك الجدارة الائتمانية لأرامكو وذلك عبر تعزيزها وجعلها أقوى مما كانت عليه في الماضي.. وأن التصنيف الائتماني لسابك (+A1/A) مماثل تماماً للتصنيف السيادي ويبعد 4 درجات عن الدرجة التصنيفية الكاملة وهي (AAA).. حيث إن الاستحواذ على سابك منح أرامكو انكشاف على قطاع البتروكيميائيات (بكافة مكوناته) وهذا القطاع سيكون بمثابة «الغطاء التأميني» لأرامكو في حال انخفاض أسعار النفط لأن هذا القطاع ترتفع هوامشه الربحية في بعض منتجاته مع تدني أسعار النفط.. وإن تنويع انكشاف الشركة على عدة قطاعات ينعكس بشكل إيجابي على الجدارة الائتمانية للشركة قبل منح درجة التصنيف الائتماني لها.
ففي السابق كانت إيرادات أرامكو تعتمد على مبيعات النفط والغاز، التي تخضع للدورات الاقتصادية المنكشفة على العوامل الأساسية الدولية للعرض والطلب.. حيث إن من المتعارف عليه أن تقوم وكالات التصنيف الدولية بإصدار تصنيف متوقع للصكوك أو السندات وذلك قبل اجتماع الجهة المصدرة مع المستثمرين.
وبعد إغلاق الإصدار واستلام المستندات النهائية تقوم وكالات التصنيف بتأكيد التصنيف الائتماني الذي منحته في وقت سابق.
جدل حول التصنيف الائتماني لأرامكو
وأوضح الخنيفر أنه من الذين يرون أن الشركة مؤهلة لأن تحصل على أعلى درجة تصنيف (AAA) لتكون مماثلة لتصنيف شركات النفط الأخرى مثل أكسون وشل (بحكم أن أرامكو تتفوق عليهم بمراحل).. وآخرون يرون بأن الشركة تستحق تصنيفاً مماثلاً للتصنيف السيادي (وفي الغالب هذا هو المتوقع).. في حين لاحظ صدور بعض التقارير الإعلامية الغربية التي تم فيها وضع ضغوطات على شركات التصنيف لمنح أرامكو تصنيفاً أقل من تصنيف السعودية (وهذا الأمر قد يجعل أرامكو تدفع عائداً مرتفعاً عن الدين الحكومي).. حيث إن تصنيف أرامكو بحد ذاته عملية استثنائية وعلى شركات التصنيف أن تأخذ في نظرها الوضع الخاص للشركة وتمنحها التصنيف العادل الذي تستحقه.. فأرامكو تعتبر أكثر شركة ربحية في العالم، نظراً لأن تكلفة إنتاج برميل النفط الواحد تصل إلى 4 دولارات.