محمد المنيف
لا شك أن شهرة الفنان عبدالعزيز الحماد - رحمه الله - بوصفه ممثلاً غيَّبت أدواره وموهبته ومجالاته الإبداعية الأخرى؛ فهو مؤلف نصوص، وفنان تشكيلي.
كان أول مسؤول عن الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون عام تأسيسها 73م مع مهامه بوصفه ممثلاً مسرحيًّا وتلفزيونيًّا في ذلك الوقت.. أكمل تعليمه التشكيلي في معهد التربية الفنية. وفي مسرح المعهد برزت موهبته في التمثيل الذي التحق به عام 1963، وتخرج منه عام 1967م مع أولى دفعات المعهد. كما واصل تطوير اهتمامه المسرحي بالدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية..
هذه لمحات أكثر من مختصرة، تعد عناوين لتاريخ الراحل عبدالعزيز الحماد في مجالات الإبداع، منها الفنون التشكيلية التي كان - ولا يزال - يعد أحد رواد تأسيس البدايات لها بإقامة المعارض الفردية التي كان أولها في الظهران.
رحل الفنان الحماد وهو عاشق لإبداعه الأول (الفن التشكيلي) الذي يسكن وجدانه ومرتكزه، وقاعدته إلى عالمه الفني بألوانه المتعددة مهما انشغل في المسرح والتلفزيون، ومهما توقف عن الرسم إلا أنه متابع حريص على هذا الإبداع؛ إذ كان بينه وبين كبار التشكيليين علاقات أزلية؛ إذ كانوا رفاق دربه التشكيلي، منهم عبد الحليم رضوي ومحمد السليم.. وآخرون.
كنت ألتقيه - رحمه الله - في مناسبات رسمية بعد انقطاعنا عن الجمعية وتواصلنا لاحقًا، أو هو بتواضعه كان المبادر بالتواصل معي هاتفيًّا كلما أراد الحديث عن الفن التشكيلي.
له وقفات كبيرة ومهمة في دعم الفن التشكيلي، من أبرزها موقفه بالمطالبة بإنشاء جمعية للتشكيليين في كل فرصة يكون فيها النقاش عن هذا الفن في لقاءاته الصحفية أو الندوات التي يشارك فيها، مع ما حظيت منه بتعقيب على مقال كتبته بتاريخ 17-5-1421هـ في زاوية تلميحة، مطالبًا بتأسيس الجمعية. وشاركه التعقيب كل من الزميلَين الفنانَين عبد الرحمن السليمان والفنان الدكتور محمد الرصيص.
واجهنا جميعًا في وقته عتبًا من جهات، كانت تخشى هذا الطرح؛ وتطالب بإيقاف المطالبة والنشر عنها.
أما الجانب الذي يجهله الكثير فهو تمكُّنه من النقد والتحليل للأعمال الفنية، وإلمامه - رحمه الله - بتاريخ الفن، وبما يحدث له من تطور وتغيرات عالمية مسابقًا الزمن بمناقشات، ضمنها أمنياته بتطوير الواقع التشكيلي إداريًّا، وقدرات شابة تمثلها المواهب.