مها محمد الشريف
لعقود طويلة، ظلت الاكتشافات العلمية تنتظم أحداثها وتتقارب نتائجها، وعلى أثرها تباين عمل العلماء بين النجاحات والإخفاقات في العلوم بوجه عام وعلوم الفضاء بوجه الخصوص، وفي العصر الحديث لعبت الثروات المليارية دوراً كبيراً من خلال التنافس في مجال الصناعات الفضائية واكتشاف الفضاء، وعزَّزت الوعي الحقيقي الذي يرفع إنتاجية العمل حتى بلغ الحد الأقصى من التطوير التقني للعلوم بإضافة عدد هائل من الأمثلة والبحوث الرابطة بين وقائع علوم الفضاء بكل أقسامه، والتفاعلات التي تمزج التحولات والمقاييس به وقد يفسر ذلك بالسفر إلى الفضاء عبر سياحة فضائية إما حول العالم أو إلى المريخ والقمر في سباق محتدم بين أثرياء العالم.
ومن هنا، بدأ سباق مشاهير العالم في تسيير رحلات مأهولة للفضاء، حيث تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية ميدان سباق محموم بين 3 من أثرياء العالم حالياً، يعملون في مجال الصناعات الفضائية، الذين تتجاوز ثرواتهم عدة مليارات من الدولارات وهم الرئيس التنفيذي لشركة أمازن جيف بيزوس ومؤسس شركة فيرجين غالاكتيك البريطاني ريتشارد برانسون والرئيس التنفيذ لشركة تيسلا إيلون ماسك.
نظراً للفرص التي يستثمرها هؤلاء، نجد هذه المرحلة مقسمة بين تطور التقنية ونشوء الربح كأسس منذ بداية العمل وبذلك جعلوا كل شيء في غاية الوضوح للمكاسب الاقتصادية، إذ يشكِّل حالياً اقتصاداً تبلغ قيمته الحالية 350 مليار دولار، في حين يتوقّع أن ينمو إلى ما بين تريليون وثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2040 .
وبناءً عليه تكمن قوة العمل المدفوعة والنقطة الجوهرية المرجوة من المردود الربحي لهذا المشروع الضخم، وعلى أية حال فإن الشركات تضع نصب عينيها هدفاً نهائياً وهو استثمار اقتصادي في ضوء جديد تماماً لصالح شركاتهم ومن ثم العلم والبحوث العلمية والرواد من الباحثين والمهتمين، ووفق هذه الظروف الضرورية لتطوير الحياة الذكية تحقق جزءاً كبيراً منها في مناطق معينة محدودة في الزمان والمكان.
وإلى جانب ذلك، يذهب بعضهم أبعد كثيراً من النظريات المبكرة لوصف الكون وتفسيره لكي تتفاعل بطريقة بشرية جداً وغير متوقّعة، وفي الحقيقة هم يقدّمون صوراً كبيرة لعوالم مختلفة في عالم واحد بهيئته الأولية وقوانينه العلمية الخاصة به، وتجاوز مشاكل الأبعاد في تناقضها مع قوى الجاذبية بطريقة سريعة، فهذه المهمة الصعبة، تجعل الفهم التام للأحداث هو الأساس وفهم الإنسان للتطور والوصول إلى درجات متقدّمة من التقنية لعالم ذكي.
لم يأت إلى حد الآن ما يناهز أدوات العمل اللازمة لتشغيل هذه القوة، سوى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في سياقها التاريخي الحقيقي ونطاق حدودها ومشاركتها لتلك الرحلات بعد أن توقفت رحلات الفضاء المأهولة الحكومية بكل تكاليفها الضخمة.
وتزامن ظهور الشركات الخاصة التي تعمل في هذا الميدان مع التكنولوجيا الحديثة، مع حالات العرض والطلب عليها. ونقلاً عن وام- وقعت وكالة الإمارات للفضاء مذكرة تفاهم تاريخية مع شركتي «فيرجن جالاكتيك» و»ذا سبيس شيب كومباني»، لتحديد أطر التعاون بين الأطراف الموقعة في مجال إطلاق رحلات فضائية لأغراض علمية وتكنولوجية وتعليمية، ودراسة فرص تسيير رحلات سياحية فضائية من دولة الإمارات في المستقبل، حيث تعتبر شركة «سبيس إكس» المملوكة للملياردير إيلون ماسك من الرواد الأوائل في العمل بالفضاء تجارياً ونجحت في إرسال أول كبسولة تجارية، من حيث التصميم والتشغيل، إلى محطة الفضاء الدولية باستثماراتها الكبيرة والتي تناهز 350 مليار دولار.
وكشفت عن صور صاروخها التجريبي والذي تم تركيبه بالكامل، وتأمل الشركة أن تكون هناك رحلة سياحية إلى القمر بحلول عام 2024 إكمالاً للمهمة التي سبقتها إلى المريخ، فقد أعطت ناسا موافقتها النهائية للشركة لقيامها بتصنيع مركبة مصممة حديثاً بأولى رحلاتها التجريبية غير المأهولة لمحطة الفضاء الدولية، وتعتبر هذه الموافقة لاستئناف برنامج رحلات الفضاء بعد أن توقفت مع مكوك الفضاء في العام 2011 .
وفي حقيقة الأمر أصبحت تكنولوجيا الفضاء للعالم المصدر الأقوى لدرجة أن الحالمين بالوصول إلى الفضاء يترددون كثيراً بالتشكيك في ذلك لأنه أصبح واقعاً جدواه حتى على ضوء الواقع الملموس، فاليوم تطورت تقنية الأقمار الاصطناعية كثيراً وتقنية تحديد الأهداف، وبمثل هذه الأفكار المتماسكة أصبح الأمر غير معقد والنتيجة نسيج متميز بين الضوء والظلام.