عثمان أبوبكر مالي
من الصعب على مقال رياضي (أسبوعي) أن يتجاوز مثل هذا اليوم الحديث عن مباراة (الديربي) الكبير المنتظر يوم الجمعة القادم، الذي سيجمع بين قطبَي الكرة السعودية (النصر والهلال)، وقطبَي (دوري كأس الأمير محمد بن سلمان) المتنافسَين على اللقب، الذي أصبح (من غير جدال أو منافس) محصورًا بينهما، ونحن على مشارف ستة أسابيع فقط من ختام الدوري.
مواجهة الفريقين الدورية في الأسبوع (الخامس والعشرين) يتوافر لها كل متطلبات المباريات القوية والكبيرة والمتكافئة والمثيرة؛ فهي مواجهة النقاط الست، وهي مباراة النجوم، وستكون مباراة (مفتوحة)، وبالطبع هي مباراة جماهيرية، حتى في ظل (التقسيم) المطبق هي مباراة (الأفعال) الكروية، وقد تكون مباراة (لقب الدوري) على اعتبار أنه أصبح محصورًا بينهما بنسبة (99,99 %)، ومن الصعب أن يصل أي من الملاحقين التالين لهما إلى نقاطهما، حتى في حالة فوز أحدهما في كل مبارياته؛ فأقصى ما يمكن أن يصل إليه (الشباب) في هذه الحالة هو (62) نقطة، وهو سيلاقي (الزعيم) في واحدة منها، وأقصى ما يمكن أن يصل إليه التعاون هو (61) نقطة، وهو الآخر له مواجهة مع الهلال، ونتائجهما ستخدم المتنافسَين الكبيرَين، خاصة النصر الذي لن يواجه أيًّا من (الشباب والتعاون). أما الأهلي فقد أصبح خارج المنافسة؛ لأن أقصى ما يمكن أن يصل إليه في حالة الفوز بباقي مبارياته جميعها لن يتجاوز (58) نقطة، وهو الرقم الذي سيتجاوزه الفائز من لقاء الجمعة المنتظر. وبالطبع مستحيل أن يخسر الهلال والنصر معًا آخر خمس مباريات لهما في الجدول، هي (محصلة الموسم).
الهلال قبل المواجهة يتصدر ويتفوق بفارق نقطتين؛ ولذلك فإن فوزه في المباراة سيرفع الفارق إلى خمس نقاط، ويصبح (الأقرب) لحسم اللقب، وإن كان هذا كلامًا (نظريًّا)، لا يتناسب مع (التساهل) الذي يقدمه الفريق في النقاط، والتفريط في الفارق النقطي الكبير مع المنافس، الذي يتكرر منه للعام الثاني على التوالي، وكان قد حدث الموسم الماضي أمام الأهلي، الذي نجح في تقليص الفارق من قرابة تسع نقاط في وقت مبكر إلى نقطة واحدة في الأسبوع الأخير!
أما النصر فبالرغم من أنه يتأخر بنقطتين عن الهلال إلا أنه يمكن أن يكون الأكثر حظوظًا في حالة فوزه بالديربي؛ لأنه سيحول التفوق والتقدم في النقاط لصالحه بنقطة واحدة، وسيخوض مبارياته الخمس الأخرى أمام فرق تحتل جميعها مراكز متأخرة، من العاشر فما دون، باستثناء الفتح صاحب المركز السابع. أما الهلال فإن مبارياته تبدو من الصعوبة بمكان؛ فهو سيواجه الأهلي خامس الترتيب على أرضه وبين جماهيره، وسيواجه التعاون رابع الترتيب، والشباب الثالث، إضافة إلى الاتفاق (التاسع)، وسيلاقي الحزم في الرس وهو صاحب الفوز الوحيد عليه حتى الآن.
ومن المسلَّم به أن أيًّا من الفريقين لن يفرط في مواجهاتهما القادمة في أي نقطة بسهولة مهما كان الطرف الذي سيلاقيه، وهما يمتلكان كل (أدوات) الأفضلية والتفوق على المنافسين، إذا ما أدى لاعبوهما المباريات باهتمام وتركيز واحترام للمنافسين. وقد يؤدي ذلك إلى أن (تحلق) طائرة تحمل كأس البطولة بين ملعب الملك فهد (الدرة) وملعب الهلال (محيط الرعب) في الأسبوع الأخير من الدوري!
كلام مشفر
* المباراة أيضًا مباراة (النجوم)، وصراع التنافس الكبير بين اللاعبين (السوبر) في صفوفهما، سواء من الأجانب أو المحليين في كل فريق، وفي كل خطوطهما. وكلا الفريقين يعاني (تقريبًا)، وبشكل مشابهة، من الخط الخلفي لهما.
* حضور كامل منتظر للاعبي الفريقين، وكل الأسماء (الثقيلة)؛ فلا يُعرف بشكل حقيقي ومؤكد أي غياب مؤثر في صفوفهما، خاصة في ظل (التدوير) الذي كان يتم في المباريات الماضية، حتى إدواردو الذي غيّبته الإصابة عن المباريات الأخيرة سيكون جاهزًا في التشكيل الأساسي لفريقه.
* صراع الهدافين سيحضر أيضًا في اللقاء؛ فتألُّق الهداف واستثماره الفرص التي تسنح أمامه يجعلانه يقود فريقه حتمًا للفوز. والأنظار تتجه إلى مهاجم النصر وصدارة الهدافين (السوبر هاتريك) حمد الله (21 هدفًا)، وأيضًا هداف الهلال (الذئب الأزرق) قوميز (17 هدفًا). فمن يعزز رصيده ويقود فريقه؟!
* إذا كانت كل (أدوات) ومتطلبات أداء كروي رفيع وتاريخي تتوافر للمباراة فحتمًا سيكتمل ذلك بالطاقم التحكيمي المتوقع والمطلوب أن يكون من طراز رفيع، يليق بها ومستواها وتأثيرها، وعلى اعتبار أنها (منعطف) مهم جدًّا لحصد اللقب. والأمر كذلك بالنسبة لطاقم الفار (VAR)، وما أدراك ما الفار.. أرجو أن يكون الطاقم اسمًا (عالميًّا) كبيرًا، وأن لا يكون ممن سبق لهم الحضور وقيادة أي مباراة للفريقين.