م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. نقد أعمال المبدعين من مفكرين وأدباء وفنانين يختلط فيه دائماً نقد الإنتاج الإبداعي بنقد شخص المبدع.. فموقف المبدع السياسي أو الفكري وموقف الناقد الشخصي من المبدع لا بد أن يؤثّرا في تقييم إبداع المبدع.. فالغريزة البشرية التي لا نملك تجاهها قوة تجبرنا على أن ننظر إلى الأشياء بإطار يتشكَّل حسب عين الرضا أو عين السخط.
2. الناقد هو إنسان يقيِّم الصورة التي داخل الإطار.. ولا يمكنك أن تطالبه بتقييم ما هو خارج الإطار فهو لا يراه.. أما الذي يضع الإطار فهو المبدع ذاته.. وفي بعض الحالات يكون الذي يضع الإطار ناقداً آخر أو المجتمع المحيط.
3. كلما تخلف المجتمع ثقافياً أو معرفياً سهل على الناقد أن يبث أهواءه في تقييمه ونقده للإبداع والمبدع.. وكلما غرق المجتمع في لجة الأفكار المؤدلجة سهل على الناقد أن يبث رسائله.. فهو لم يعد ناقداً، بل صوتاً في اتجاه واحد إما الثناء الشديد أو الذم الشديد.. بهدف التحريض على الإقصاء أو الحث على التبني.
4. أحد تعريفات المثقف هو أنه الذي يتخذ موقفاً ويضحي من أجله.. هل بالضرورة أن يكون المبدع مثقفاً؟.. وهل يجب أن يكون للمبدع موقف؟
5. كل المبدعين عبر التاريخ لهم مواقف مختلفة سواء شخصية أو فكرية أو سياسية أو لديهم سلوكيات غير سوية.. فهل سينصف التاريخ الإبداع بعد موت المبدع؟
6. نقد الإبداع ذاته دون الالتفات إلى عِرْق المبدع، ولغته، وثقافته، وشكله، وجنسه، وموقفه الفكري أو السياسي.. أمر صعب جداً على معظم البشر.
7. في كل أمر أو فن أو ممارسة ينقسم الناس إلى فسطاطين: مع أو ضد.. فأنت بالنسبة لأحدهم من دعاة التخلّف والظلام.. وأنت للآخر من دعاة الانفلات والانحلال.. أو أنت للاثنين مخلب لمؤامرات خارجية.. وإذا لم تكن هذا ولا ذاك فأنت مجرد فرد يسير بغير هدى مع القطيع.
8. في عملية النقد يتم وضع كل شيء في العمل الإبداعي تحت المجهر.. شكله، مقاسه، موضوعه، اتجاهه، لغته، لونه الأدبي.. إلخ.. لكن لا يتم نقد الموهبة والفن والإبداع ذاته.
9. لا يُنْقد ولا يُفْحص إلا كل ثمين.