فهد بن جليد
العنوان هو اسم (ملحمة غنائية) من تأليف الأمير بدر بن عبدالمحسن، يؤديها الليلة نخبة من الفنانين السعوديين لتمثّل التراث الغنائي السعودي أمام حضور حفل وزارة الثقافة، هنا أشعر بتفاؤل كبير جداً حيال ما سُتعلن عنه الوزارة هذا المساء، وأنَّها ستفاجئنا برؤية (ثقافية سعودية للمستقبل) تفوق تطلعات وأحلام المهتمين بالشأن الثقافي، ولا تقل في أهميتها وخطواتها عن الرؤية التي دشنتها هيئة الترفيه في الثاني والعشرين من يناير الماضي وأحدثت حينها نقلة نوعية في مجالها، والسبب هو أنَّ الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة في رؤية المملكة 2030، التي جمعتهما في - نص واحد- مؤكّدة أنَّ الفرص الثقافية والترفيهية المتوافرة لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي تعيشه المملكة، لذا نحن موعودون بتغيير الواقع الثقافي وتطويره بما يُلبي طموحات الجميع ويتناسب مع ما تمتلكه بلادنا من تاريخ وإرث ومقومات ثقافية عظيمة.
الثقافة ليست من كماليات الحياة، بل هي ضرورة ملحة وقوة ناعمة ضمنت تفوق دول ومجتمعات على أخرى، ونحن اليوم نقف عند نقطة تاريخية نبدأ معها أولى الخطوات الفاعلة للوصول إلى المكانة الثقافية المستحقة للسعودية والسعوديين، بتجاوزنا كل التحديات والعقبات التي تواجه العمل الثقافي، فبذات السعادة والحبور التي استقبل بهما المثقفون خبر إنشاء الوزارة وتعيين الأمير الشاب بدر بن فرحان وزيراً لها، يترقب الجميع اليوم موعد إعلان الرؤية الثقافية التي أتمنى أن تشمل المُثقفين وغير المُثقفين، فالثقافة في تماس دائم مع كل الفئات والشرائح، لتقدّم الفُرص الاستثمارية والوظيفية الملائمة بما يضمن ديمومة واستمرار أعمال وأنشطة ومشاريع الحراك الثقافي والإبداعي بصورته الحقيقية.
الوزارة - برأيي- تفوَّقت على نفسها حتى قبل أن تكشف ما بجعبتها من خطط ومفاجآت، بحشد كل هؤلاء النجوم والمشاهير والمثقفين والمؤثِّرين والمبدعين الذين أعلنوا عبر حساباتهم الشخصية ومواقعهم حضور حفل إعلان رؤيتها وتوجهاتها ومبادراتها الليلة، فمثل هذا الزخم لم نتعود عليه في مناسباتنا الثقافية السابقة، ما يؤكّد أنَّ المثقفين وصانعي المحتوى الإبداعي على أعتاب عصر جديد، يُساندهم فيه شركاء ومستثمرون جُدد لخلق منصات ثقافية وإبداعية يُشارك فيها، ويتفاعل معها الجميع في مملكة الحُب والسلام.
وعلى دروب الخير نلتقي.