د.عبدالعزيز الجار الله
المشكلة يمكن أن تحاصرها وتبقى في إطارها المحدود، أو تهملها وتعالجها بسلبي فتصبح أزمة وثمنها غاليًا، هذه الأفكار قد ترى بعض جوانبها مجسدة في تداول ونقاش ندوة: العلاقات العامة والأزمات.. الأدوار والإستراتيجيات التي نظمتها الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان واستضافتها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، في المدينة الصناعية في الجبيل الملتقى الرابع ولمدة يومي السبت والأحد الماضيين، الذي ضم أساتذة العلاقات العامة بالجامعات السعودية وعديد من قيادات العلاقات العامة في بعض القطاعات، حيث كشف الملتقى عن أوجه عدة للأزمات وأيضًا لحلول.
بلادنا مرت بأزمات عدة من بداية الربيع العربي لأن فوضى الثورات العربية اجتاحت معظم بلدان الوطن العربي، كما أن الإصلاحات والبناء المالي والإداري الذي يعيشه وطننا رافقه أزمات ومعضلات بعضها كبرى جدًا، لكن قطار البناء لم يتوقف، والأزمات بإذن الله سوف تتلاشى، لذلك استمعنا في حوارات الملتقى الرابع
إلى عديد من الآراء والأفكار منها:
- أن العلاقات العامة الأكاديمية والمهنية لم تتخلى عن مسؤولياتها، وترمي بالمسؤولية على الإعلام أو الرأي العام أو المنشأة، بل تعترف بمسؤوليتها بشجاعة.
- عزل العلاقات العامة عن الحلول والمعالجات من الأخطاء التي تقع فيها القطاعات.
- الاعتقاد السائد بأن دور العلاقات العامة محصور في الجانب الخدمي والتشريفات هو الذي يأزم المشكلات.
- سقف للوظائف والمناصب المنخفض للعلاقات العامة أسهم في تهميشها، فمن النادر تجد قطاعات يكون فيها مسؤول العلاقات مساعدًا أو نائبًا أو وكيلاً للوزير أو رئيس المنشأة.
صرف معظم البنود المالية المخصصة للعلاقات العامة على الحفلات والمناسبات والتشريفات وتجاهل تمامًا الدراسات والأبحاث.
ما قدمته لنا جمعية العلاقات العامة من أوراق علمية ونقاشات وحوارات داخل قاعات الملتقى الرابع، كان بمنزلة جرعة أكاديمية ومهنية لتشخيص واقع العلاقات في قطاعاتنا، ولتسليط الضوء إلى ضرورة أن تكون العلاقات ضمن فريق الدفاع السابق واللاحق للمشكلات قبل أن تتحول إلى أزمة.