سمر المقرن
هناك من يعتقد أن مناسبة مثل يوم الأم، يكون الاحتفال بها تشبه بمن يسمونهم «الكفار» وأنا لا ألوم أصحاب هذا الرأي فقد عشنا ردحًا من الزمن تحت وطأة الصوت المنادي بمثل هذه الآراء!
وهناك رأي آخر يرفض مثل هذه المناسبات بذريعة أن الأم لها كل الأيام وليس يومًا واحدًا، والحقيقة أن الاحتفال بمناسبة عالمية كهذه لا يعني أن الأم لها هذا اليوم فقط، ولا يعني تذكر أي مناسبة أخرى في يومها العالمي ونسيانها بقية أيام السنة، إنما هناك مناسبات دولية مهمة يتفاعل معها كل العالم، بالطبع بعض الآراء مع احترامي لها حججها غير مقنعة وغير منطقية، كما أن التفاعل مع المناسبات العالمية هو منهج مدني مهم، ويعمل بشكل قوي على التوعية والتذكير بأمور كثيرة تخص مناسبة اليوم المحتفى به.
ولعل مناسبة مثل يوم الأم، تكون جميلة لتكثيف الأنشطة حول الأمهات، واستنطاق المشاعر تجاه الأم، ولا ننكر أن كل امرأة تفرح بهذا اليوم. مع العلم أن الاحتفال بالأمهات ليس له تاريخ ثابت في دول العالم ويرتبط بمناسبات تخص كل دولة لأنه ليس يومًا مخصصًا في الأمم المتحدة، إنما جاء نتيجة مواقف مختلفة تشترك في تقديم الشكر للأمهات، فالاحتفال به في الحادي والعشرين من شهر مارس جاء بفكرة من الكاتب المصري الشهير مصطفى أمين في الخمسينيات الميلادية منبثقة عن حكاية أرملة صغيرة عانت في تربية صغارها، فوضع الفكرة من باب التقدير والشكر للمرأة، لذا لا يحتفل بالأمهات في هذا اليوم سوى الدول العربية، ولعل هذا رد كافٍ لمن يرى بأنه تشبه بـ»الكفار» فصاحب الفكرة عربي ومسلم.
يوم الأم مناسبة جميلة في معانيها ونبيلة في فكرتها، وهي إشارة مباشرة وتنبيه لكل بنت أو ابن يهمل أمه أو يعقها، وكم من قصصٍ حزينة نراها ونسمع عنها في عقوق الأمهات، فلا نعلم كيف يكون وقع كلمة عابرة في هذا اليوم عن الأم في نفس بنت أو ابن عاق! كم أنه مناسبة لمن فقد أمه وقد نسي لفترة الدعاء لها، أن يكون هذا اليوم مناسبة يكثف فيه الدعاء لها.
أضف إلى ذلك، فرحة الأبناء بأمهم والاحتفال بها وإحضار الهدايا ووقعها على نفس الأم، وقد عشت هذه التجربة وأعلم مدى تأثيرها على الأم، فأمي -حفظها الله- تظهر فرحتها كطفلة في يوم العيد ونحن نحتفل بها وتفتح هدايانا، وأنا أيضًا كأم أفرح بأن أبنائي يتذكرون هذه المناسبة ويهنئوني بها، ولو كلمة بسيطة في هذا اليوم من الابن لأمه تكون بمنزلة فرحة الدنيا بأكملها.