د. محمد بن صالح الحربي
استفاق العالم الأيام الماضية, على فاجعة إطلاق النار على مصلين بمسجدين في كرايست تشيرش, والتي نفذها (برينتون تارنت) اليميني الأسترالي المتطرف (28 عاما) والذي وصفته رئيسة الوزراء النيوزيلندية بالإرهابي العنيف... بعد قيامه، بارتكاب المجزرة الإرهابية الشنيعة, وبثه جريمته على الهواء مباشرة من صفحته بالفيسبوك، التي احتوت على وثيقة نشرها على الإنترنت (75 صفحة)، ذكر فيه أنه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، وأهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، والانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم... مطالبا بترحيل غير الأوروبيين من الأراضي الأوروبية,, وأنه شكل أفكاره من خلال الإنترنت، مشيرا إلى تأثره بأندرس بريفيك، الإرهابي اليميني الذي قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011.. بحسب أقوال منفذ الهجوم.
لاشك أن صعود التيارات اليمينية في الغرب، وما تحتويه من خطابات شعبوية وفئوية متطرفة وعنصرية مناهضة للمهاجرين والأقليات ومنهم المسلمة, كان لها أثرا سلبيا في تنامي الفكر اليميني المتطرف لدى جمهورها وناخبيها... ولعل ماصرح به مؤخرا السناتور الأسترالي فريسر آنينغ: (إن هجرة المسلمين كانت سببا لهجوم يوم الجمعة...), ليس ببعيد عن هذا النهج اليميني المتطرف!
الجدير بالذكر، أن أستراليا ستشهد انتخابات فيدرالية عامة في منتصف2019 بين حزب الأحرار الحاكم والذي يشهد صراعا داخليا بين جناحيه (المعتدل والمحافظ المتشدد) برئاسة رئيس الحكومة الحالي موريسون والذي عُرف في الحلبة السياسية، بسياساته المتشدّدة حيال المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى بلاده بحرا، وبين حزب العمال (الاشتراكي الديمقراطي) ورئيسه بيل شورتن ذو النهج الأكثر اعتدالا.
وبالتالي، لابد من إبراز وتعميم الخطابات السياسية المعتدلة في طرحها لإشاعة المحبة والسلام بين الشعوب كخطاب وبيان خادم الحرمين الشريفين الموجهين إلى الحكومة النيوزيلندية والرأي العام العالمي، مع أهمية نبذ وكشف الخطابات الشعبوية المتسمة بالكراهية والعنصرية المتنامية والتي تتبناها الأحزاب اليمينية المتطرفة.....
وبالله التوفيق.