حقيقة سؤال يجعلنا نتأمل بكل صراحة ووضوح، هل حان وقت تعلم اللغة الصينية؟ إن المتأمل للوضع الحالي والزيارات الدولية التي قام بها ولي العهد ومن خلال زيارة سمو ولي العهد إلى الصين. كانت من نتائجها البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي في جميع المراحل التعليمية في مدارس وجامعات المملكة. حقيقة الدول المتقدمة تَعتمد في تعليمها على لغتين أو أكثر، إضافة للغتها الأم وهذا ما يجعلها تتقدم وتتطور، فجاء قرار إدراج اللغة الصينية في المناهج وذلك ليكون تعليمنا مواكبًا لتلك التوجهات، وسبب اختيار اللغة الصينية من منطلق قوة الصين الاقتصادية وشراكتها الاستراتيجية للمملكة. وهو قرار استراتيجي يحقق رؤية المملكة 2030 ويجسد حرص القيادة لتطوير جيل المستقبل للتواصل مع التقنية الصينية الحديثة ويعزز التنوع الثقافي والفكري للطلاب والطالبات. ولكنّ هناك سؤالاً يتبادر إلى أذهاننا وهو هل فكر أحد منّا بتعلم اللغة الصينية؟ بالنسبة لي، يغمرني شعور رائع عندما أفكر باللغة الصينية. غالبًا ما تنتهي الجمل باللغة الصينية بالنغمة «ما...» وكتابتها أقرب للرسم. وهي أبسط بكثير مما تتخيله أنت وأنا أو أي شخص آخر. كما أنها مستخدمة على نطاق واسع والحاجة للتعامل بها تنمو بشكل سريع، مما يفتح الأبواب لاحتمالات وفرص عمل مختلفة تمهيدًا لمستقبل مشرق.
هناك عده أسباب مهمة تبين لماذا علينا تعلم اللغة الصينية؟ علينا أن نعرف أن هناك أكثر من 1.2 بليون متحد أصلي للغة الصينية. وكذلك علينا معرفة أنها ليست صعبة ولكنها تحتاج إلى تركيز وفهم أكثر، قد يكون حفظ جميع الكلمات صعبًا في البداية، لكن بمجرد التمكن من 3000 - 4000 كلمة أو تعبير ستتمكن من قراءة جريدة باللغة الصينية لا عليك سوى أن تحاول حفظ 12 كلمة في اليوم وستجد نتيجة مرضية في وقت قياسي. فقط علينا المحاولة وهناك أهم نقطة التي تدفعنا لتعلم اللغة الصينية من وجهة نظري مستقبلنا القادم وتطوره وكيف لنا التعايش معه لا يخفى علينا أن الصين لها مكانتها وقد أثبتت الصين أنها تشكل القوى العظمى في الاقتصاد العالمي والدولي تطورات وقوة بالفعل واضحة. وقد أثبتت الدراسات وكذلك بناء على أبحاث مركز الأعمال والاقتصاد العالمي، ستتمكن الصين من التقدم على الولايات الأمريكية المتحدة في مجال الأعمال والاقتصاد بحلول عام 2029. وهذا المتوقع وكل شيء ليس بمستحيل وفئة الشباب الصيني يؤكدون بأن العالم سيصبح مكانًا أفضل لهم، وحقيقة القوة الاقتصادية حققت نجاحًا عاليًا وفي تقدم مستمر. وليس الاقتصادي فقط بل تعداه إلى مجال التكنولوجيا، حيث ترسم الصين مستقبلاً عالميًا بالسيطرة على سوق تكنولوجيا العصر. بكلمة مختصرة وحقيقة واضحة! المستقبل بين يدي الصين.
من وجهة نظري بالفعل هذا هو الوقت المناسب لتعلم اللغة الصينية، الصين بلدٌ ضخم وكثير التنوع يمر بمرحلة تحول كبيرة تشمل كل جوانبه الاقتصادية والاجتماعية. وهو مكانٌ مثيرٌ للاهتمام وهو موطن إحدى أقدم الثقافات على وجه الأرض. وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة لهم قدرة أكثر على التركيز والتحليل ويتميزون بذاكرة قوية أيضًا.
لكن ما يهمني في هذا المقال ما الفوائد التي نجنيها من تعلم لغات جديدة على المستوى المعرفي والمهني والاجتماعي ومن المهم معرفة في تعلم اللغات عمومًا ما يُحسّن تعلّم اللّغات هي المهارات التّحليلية عند الطّلبة، إلى جانب مهارات العمل والإبداع وحلّ المشاكل، ويعزّز إيجاد فرص للمشاركة في الأعمال التّجارية، والطّبّ، والقانون، والتّكنولوجيا، والصّناعة والتّسويق، ويعزّز مهارات الاستماع، ويُدرك من خلالها الشّخص التّرابط بين اللغة والطّبيعة البشرية. لذا نحن على مشارف عالم آخر وتطور من نوع آخر لنواكبه ولنكن على قدر من المسؤولية في دمج لغات العالم معنا ومحافظتنا على لغتنا الأم إن علينا فقط معرفة ماذا نريد وسوف نجد أنفسنا نخطط حتى نصل إلى أهدافنا ومع التخطيط يكون التشجيع وحفز الهمة حتى تحقيق النجاح بكل مقاييسه. حقيقة نوجه السؤال لا بد أن نضع الخطوات الصحيحة والسليمة وكذلك محتوى الكتب وذلك لأنه يستهدف عقول أجيالنا وأفكارهم حيث لا بد من زرع الأفكار الصحيحة والجميلة عن الإسلام وقوانينه لأنهم عنصر بناء المجتمع وقوته وعلى يديهم سوف يكون الرفعة والعزة لهذا الوطن لندرك ذلك كيفًا وكمًا ولنسعى لتنفيذ مثل تلك المناهج بطريقة تجعل الطلاب مفكرين والتي ستغير حقيقة تفكير أجيالنا وستصنع مجتمعًا وشبابًا قادرًا على مواجهة التحديات التي تعصف بنا وأن نجعل التعليم يرتقي برقي طلابه ومعلميه لأنهم يستحقون ووطننا يستحق منا الكثير في تهيئة الأجيال لخدمة هذا الوطن. وأكرر (دمت يا وطني شامخًا).