د.ثريا العريض
هو موسم الاحتفاء والتكريم والجوائز التكريمية.. جائزتا الملك فيصل والأميرة صيتة وعديد غيرها. ويشوب ابتهاجي حزن عميق لفقدان الوطن نجمة ساطعة في ريعان شبابها وعطائها تستحق التقدير والاحتفاء والتكريم؛ سمو الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل المديرة التنفيذية لجمعية النهضة -رحمها الله وتقبلها في جواره الأعلى- {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
* * *
عشت بعض أجواء موسم الشرقية عن قرب وعن بعد وسعدت يها.
كنت في مركز الملك عبدالعزيز «إثراء» ليلة افتتاح مهرجان أفلام الشرقية وقابلت بعض مثقفي السعودية القادمين من شتى أنحاء الوطن.
المركز نفسه بكل تفاصيله تحفة معمارية يستحق ألق النجومية والاحتفاء باحتضانه لتثقيف المجتمع.. يستحق فعلاً أن يصبح معلماً حضارياً لوطن مستدام الطموح للتميز ويشع تأثيراً حضارياً.
كم هو جميل أن تلامس بنفسك وكل حواسك مدى التغيّر في الأجواء المجتمعية يرسم ابتسامة رضا على معظم الوجوه. وكم هو مثير أن تتذكّر أن كل هذا التغيير تحقق في قفزة زمنية خلال ثلاث سنوات ليبني على ما سبق من جهود التطوير ويجلو منجزاتها في مواجهة مركزة لمنع التغيير خلال العقد الأسبق. وبقي أن ندعو ونعمل لتجذير هذا التحول الذي أشرع بوابات الانطلاق إلى فضاءات الفن والعلم والابتكار وبناء المواهب.
لم تكن مدن الشرقية فقط تحتفل،بل كل المدن والمناطق تزامنت احتفالاتها وأشرعت منصاتها واحتشدت صالاتها وشوارعها لجماهير محبي الفرح.
نعم، وطننا يتحول إلى ما هو أجمل والحمد لله.
معارض للكتاب،وللحرف والمنتجات الشعبية، ومهرجانات رياضية للسيارات والخيل والإبل،ومسارح وعروض وتمثيليات وفرق ترفيهية ونجوم محليون ومن الجوار وعالميون يبتهجون بالحضور ويشيدون بتجربة التفاعل مع جمهور سعودي يحتفي بحضورهم.
تعيينات جديدة في مواقع مهمة في وزارات خدمية تضيف دماء فكرية جديدة إلى شرايين أجهزة الوطن. أبارك لكل من تشرَّفوا بالثقة السامية أرجو لهم التوفيق.. وأدعو الله أن تتكشَّف التعيينات عن ثقة في محلها تأتي بقدرات تنفيذية لا تنحصر في التنظير وتتعثّر في التطبيق والتجديد.
مشاريع ومبادرات وحماس شبابي واضح وارتياح عام يثلج قلبي بعد طول احتدام.
ببساطة منذ أربع عقود وأنا أنادي بضرورة التحول الفكري على أرض الواقع الحي لإيقاف تصاعد الانحراف إلى التطرف والتفاعلات السلبية الناتجة عن محصلة تداخل التشدد والغلو وتحريم الترفيه والتركيز على الجسد،مع فكر الطفرة المادية المترفّع عن العمل الميداني وفكر الانغلاق والإقصاء والتجريم الرافض لكل ما هو مختلف عمَّا تفرضه الأعراف فيصبح سائداً محلياً يتطلب خضوع الجميع دون تقبل للحوار المنطقي الواعي.
كنت أحلم بوطن يسوده التسامح ويمارس التعايش وينجب المبتكرين وينتج في الحاضر ما يستحق الفخر والإعجاب،بالإضافة إلى ما اعتدناه من الفخر بما أنجزه السلف وتبرير كل ما فشل فيه..
يفرحني الآن كمتخصصة في إدارة مؤسسات التعليم والتخطيط البعيد المدى والتنمية المستدامة أن أرى كثيراً مما حلمت به يتحقق.
كم أبكاني أن أشير إلى مؤشرات السلبية في الماضي.. وها هي القفزة «التحولية» ترسم ابتسامة احتفاء على وجهي..وفي قلبي.