هذه المنطقة عبارة عن شق صخري يتوسطه جريان المياه في شمال شرق مدينة جيزان، وهو بمنزلة متنزه مثالي للتجديف والسباحة.
يقصد هذه المنطقة عديد من المصطافين من داخل المملكة، خاصة في الصيف بفضل طبيعته الخلابة وأجوائه المميزة، تقوم جوانب الوادي الصخرية بحجب الشمس لباقي فترات النهار، الأمر الذي يتيح للمصطافين البقاء في المياه لفترات طويلة.
ووادي لجب هو ذلك الوادي الحاصل نتيجة لالتقاء واديين ببعضهما البعض، حيث يسمّى الوادي الأوّل بـ(معرى) والثاني (لجب)، يكوّنان مع بعضهما البعض وادي لجب، وهذا الوادي بدوره لم يدخله أحد إلاّ وأصاب قلبه الخوف والهلع، وذلك نظرًا لارتفاعه العالي ومجراه الضيّق، حيث يذكر بأنّ ارتفاعه يراوح بين 300 متر حتّى 800 متر في بعض الأماكن وهو بدوره يعد ارتفاعًا حادًّا، أمّا عرضه فإنه يراوح ما بين 4 أمتار إلى 6 أمتار في مناطق منعطفاته، ويبلغ طول هذا الوادي 15 كيلو مترًا مربّعًا، إلاّ أنه بشكلّ متعرّجًا، وسيوله تصبّ في الوادي العملاق المعروف باسم (وادي بيش).
إنّ ما يلفت في وادي لجب هو وجود الحديقة التي يسموّنها (الحديقة المعلّقة)، حيث إنها ترتفع هذه الحديقة عن مستوى الوادي ما يقارب الـ200 متر، ومنها يتفرّع علوّ آخر حيث يصل إلى قرابة الـ400 متر، فيصِل ارتفاع الأشجار فيها إلى ما يزيد عن عشرة أمتار للشجرة، ومن خلال السير في هذا الوادي المخيف، يمكنك أن تشاهد الكثير من الصخور المشكلّة طبقات، التي تحتوي على كثير من البازلت وأيضًا الرّخام، وهنالك الجرانيت، وأيضًا الصخور الناريّة والمتحوّلة أيضًا، وهنالك الصخور المعروفة باسم (الخورم) الشهيرة في المكان والتي يبني النحل فيها أوكاره وتكون ممتلئة بالعسل.
إنّ ما يميّز هذا الوادي، أو السمّة التي تلتصق فيه هي استحالة وصول الإِنسان إليه، فهو غنيّ بالعروق الصخريّة المعدنيّة، وما يثير الريبّة أيضًا في أنّ الشمّس تكاد تصل إليه لبضع دقائق معدودة، حيث إنه عميق جدًا. إن المهتمين في شأن السياحة العالمية، وخاصة الغرب منهم قد يرون أن لهذا الوادي مستقبلاً سياحيًّا ينتظره، وذلك لما ذكرناه سابقًا من تميّزه بشق انكساري نادر في الشرق الأوسط، فهو مغامرة تثير عشّاق هواية التسلّق كونه يتمتّع بارتفاعات شاهقة، ويمتلك طبيعة ساحرة مثيرة.
** **
- تركي الحربي