فهد بن جليد
الكتابة في كل مرة عن (كبار السن) وضرورة الاهتمام بهم ومنحهم ما يستحقون من الوقت والرعاية، تشعرني دائماً بأنَّ حلول مشاكل مجتمعنا في يد أفراده من الداخل لو قمنا بتبادل الأفكار والتجارب والتفاكر حولها، والتعليق عليها بشكل صحيح ومفيد, وما زلت أذكر القصة التي رويتها لكم حول (الابن البار) الذي رافق أباه المنوم في المستشفى، ليختصر تعليق الأب القصة كاملة، ويجعلنا أمام حقيقة صادمة نمارسها جميعاً في أوقات مُختلفة وبصور وأشكال متنوعة, عندما قال: (إنَّ ابنه رافق جواله طوال مدة تنويمه في المستشفى ولم يرافقني).. اقرأ مقالي هنا في 23 مارس 2018م بعنوان: (ما الذي سيفوتك لو لم تتصفح هاتفك الذكي), وكيف أنَّ (كذبة) مرافقة (الابن لبار)، (للأب المريض)، تعكس لك صورة ومشهد (كذبة أكبر) في واقعنا الاجتماعي عندما تحضر الأجساد وتتباعد الأرواح.
جامعة كاليفورنيا أعلنت هذا الأسبوع نتائج دراسة علمية تؤكد أنَّ بقاء الأبناء بجانب والديهم يُطيل عمر الآباء، ويمنحهم فاصل من السعادة والصحة، واكتساب عادات حميدة، علينا عدم تجاهل مثل هذه الدراسات العلمية والاستناد عليها في تقييم علاقاتنا بكبار السن في مجتمعنا.. وكيف أنَّ الجحود والعقوق من البعض يترك آثاراً سلبية، وله خطر مباشر يهدد حياة هؤلاء المسنين، ما يتطلب تدخل الجمعيات والمهتمين لرصد ووقف مثل هذه الممارسات، وسنّ عقوبات تنظيمية لا تنتظر أن يتقدم الأب أو الأم بشكوى للمحكمة بسبب عقوق الأبناء.
في 15 يوليو 2016م طالبتُ هنا في مقال (قانون رعاية الوالدين) بضرورة سن مثل هذا النظام، الذي يمنح جهات وجمعيات الرعاية الحق بالتدخل قضائياً ضد بعض الأبناء في حال حدث ضرر على الآباء بسبب عقوقهم، حتى لو صمت الآباء, وكيف أنَّ هذا التنظيم سيحد من العقوق، ويجبر بعض الأبناء على رعاية آبائهم بالشكل الصحيح، وقد يبعث الحياة من جديد في ضمائر ماتت في لحظة غفلة.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،