عبد الرحمن بن محمد السدحان
* لمدينة لندن في خاطري مكانة من التميّز بإرثها الإبداعي وحاضرها الجميل ومستقبلها الواعد بكل ما هو مثير! فيها يتنفس المرء زائرًا كان أو مقيمًا عطرَ التاريخ.. وألق الحاضر وإبداعاتِه!
* * *
* ولعل أبرز وأجمل معالم هذا الانسجام ظاهرة (الألفة) التاريخية بين تراث الماضي المثير إعجابًا، ومنجزات الحاضر المبْهرِ إبداعًا! يلتقيان جنبًا إلى جنب في أكثر من شارع وميدان، فلا (ينفر) أحدهما من الآخر غيظًا أو غيرةً أو كبرياءً، وكأن كلَّ معْلَم منهما يشهد ببراعة صانعيه إنجازًا يتحدَّى السنين.. وتقلّبات الطقس.. على مدى العصور!
* * *
* أردتُ أن تكون السطور السابقة مقدمةً لحديث عنك يا لندن ملؤه الإعجَاب بك إعجابًا لا يكاد يغيب سناه عن خاطري كل مشرق شمس أو إطلالة قمر!
* * *
* عدت إليكِ مؤخرًا، بعد أن ودعت صيفَك القائظ، وحلّ مكانه (شبيه) للربيع في سمائك وأديم أرضك، زخرفًا جميلاً! عدتُ إليك فإذا بك مشغولة حتى النخاع بإصلاح نفسك صيانةً وترميمًا وتجميلاً على نَحْوٍ لم أعهده من قبل، بدْءًا من رفيقة تاريخك (بيج بنْ).. مرورًا بشوارعك طولاً وعرضًا، وانتهاءً، ولعله الأهم في نظري اهتمامك بالمحافظة على (الألفة) بين شواهد ماضيك البعيد، وإنجازات حاضرك المبهر!
* * *
* همست لنفسي مخاطبًا إياكِ: هكذا أنتِ يا لندن منذ عرفتك زمانًا ومكانًا، تَأبيْن أن تَتَوارَى (الألفة) بين ماضيك وحاضرك في شوارعك وشواهد حضارتك!
* هكذا أنتِ يا لندن تَأبيْن إلاّ أن تتجددي وتجتهدي في إبهار زائرك والمقيم بين جدرانك بقدرتك على البقاء حليفةً للماضي، مبهرة للحاضر، حالمةً بمستقبلٍ واعدٍ حافلٍ بإبداعات الهندسة والتقنية والخيال فتصلين ما انقطع من ماضيك بحاضرك وتقيمين على ضفافه (قلاعًا) تربطك بالمستقبل القادم!
* * *
وبعد،
فهنيئًا لك يا لندن بما صنعتِ، وبحلمك الجميل وخيالك الأجمل الذي أقمتِ على متنه جسورًا من الشواهد المبدعة بها ما كان.. وما تتمنين أن يكون على أرضكِ وتحت سمائك!
وبعد.. أيضًا:
هنيئًا لك أن حافظت على هيبة تاريخك وألقِ حاضرك في نسقٍ يشهد لك ولأبنائِك بالنبوغ، واحتفَظتِ بشموخِ نهرِك تتنفسين من خلاله إرادة البقاء وعطرَ الحياة!