سعد السعود
بعدما خرج الرئيس النصراوي في لقائه (المسجَّل) في برنامج كورة وتحدث عن جماهيرية الشباب باستخفاف.. فقد حملتني تلك البيوت فخرها وفحوى ردها.. حيث قالت:
* نعم نفتخر بستة عشر بيت واستراحتين.. فتلك البيوت هي من أسست الرياضة بالرياض قبل أن يولد ناديك بل كل أندية المنطقة.. وهذا ليس رأي بل معلومة.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فهي من أخرجت لنا أفضل جيل حمل لواء الأخضر في مونديال عام 1994م.. عندما كان الشباب برجاله هو السواد الأعظم لكتيبة المنتخب وسطَّر أجمل الملاحم.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فهي من منحتك حق المشاركة بآسيا ثم أندية العالم والتي طالما تشدّقت بها بعدما تنازلت عن المشاركة آسيوياً وفضّلت العربية وقتها.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فهي من أعادت فريقك للألقاب بعد 19 عاماً عجاف.. عندما سجَّل حسن معاذ هدفه بالهلال وتوّجك بالدوري أيام مرعي والهويش ودلهوم وبقية صنَّاع القصة.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فهذه البيوت لم تخسر بأي نهائي طوال تاريخها أمام فريقك.. وإن كنت جاهلاً بالتاريخ فاسأل كبار ناديك.. فكلما كان الذهب بالمنصة والنصر بالملعب إلا وصعد الليث.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فبلا أبواق إعلام.. وبلا ضجيج مدرجات.. وبمنأى عن مجاملة الصافرات.. عادل فريقك بالبطولات.. ولو ينال ربع دعمك لتجاوزك بسنوات.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فقد أخرجت تلك البيوت من أسقاك سداسية تاريخية ستبقى خالدة على مر الأجيال.. وشهود العصر ناجي وأترام يغنون الاستراحتين عن بقية الكلام.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فقد قدمت لنا صاحب أول هدف مونديالي وقدمت أيضاً هداف العالم وتوّجتنا بأفضل لاعب آسيوي.. قبل أن تفكر ربما بالدخول للرياضة منذ أعوام.
* نعم، نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فمنها تأسس الشباب الكبير ومؤسسه عليه - رحمة الله- معروف للأعيان.. فتاريخ الشباب لم يخالطه كغيره التزييف.. وحقبة الليث في ذاك الزمن تسطّر بلا تحريف.
* نعم، نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فلأجل هذا الوصف أحتاج رئيس النصر لساعات ليتدرب على قولها خلف حديث مسجّل دونما قدرة على المباشر.. أي هيبة لتلك البيوت وأي عظمة لتلك الاستراحتين!
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فبهذه الأماكن صنع فريقاً قوياً احتجت لسبع سنوات لكي تكسر تلك السلسلة وتفوز عليه منذ عام 2006 وحتى 2013.. واحتجت معها أيضاً كما قال عمر الغامدي: لقوة لا يقوى عليها إلا الله.
* نعم نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فتلك البيوت لم تتهكم على لدغة لسان.. ولم تصف بشر بحيوان.. ولم تستظرف في أي من مجال.. تلك البيوت كانت وما زالت مدرسة بالأخلاق والمثل.
* نعم، نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فرغم قلتها كما تقول إلا أنها أرعبت رؤساء وجمدت عروق مدرجات.. فأصبحت شغلهم الشاغل كلما أرادوا أن ينفسوا عن عقدهم وما فعله بهم.
* نعم، نفتخر بستة عشر بيتاً واستراحتين.. فالليوث اعتادوا النظر لأعلى ولم يلتفتوا يوماً لمذمة.. وإن صدرت من كائن من كان فلا يحملوها أكثر من أنها شهادة بالكمال.
أخيراً.. لليوث: كلما رأيت نغمة التقليل من جمهور الشباب برزت للسطح فتأكد أن الشباب اقترب من القمة.. وخوف بعض المأزومين من الشباب طبيعي.. فكم من سنوات وهو يسقيهم العلقم.. ويجرِّعهم المرارة.. فلا تلوموهم.. فقد عاد البعبع ولا سبيل للرد إلا بالجعجعة.
البلطان بطولة الشباب!
ومن قال إن البطولات لا تكون إلا بالتتويج.. ومن كذب وقال إن الفرح الرياضي لا يأتي إلا مع الذهب.. حتماً لكل قاعدة نخبوي يكسرها.. ولكل عموم خاص يفنّده.. ومن غيره أكثر تميزاً وأفخم شخصاً وأنجح عملاً.
هو هكذا خالد البلطان.. منذ وطئت قدماه الرياضة.. إلا وأصبح أيقونة للأفضلية وبصمة للإبداع وماركة مسجَّلة للجودة.. لذا فلا عجب لدى المتابع بأن يكون إعلانه الاستمرار أشبه ببطولة شبابية.. فقد عانى الليوث الأمرّين منذ رحيله.
واليوم والرئيس يعلن استمراره فهو يدشِّن الفرح قبل طقوسه.. وينشر البشر قبل دق ناقوسه.. كيف لا.. وهو من كانت البطولات هوايته.. والمنصات حكايته.. وبريق الذهب حلّته.. ولذا فلم أستغرب تلك الاحتفالية الشبابية أولاً بعودته ثم بعدئذ باستمرار رئاسته.
آخر سطر
يقول خالد البلطان بمعرض رده على من يسيء لجماهيرية الشباب في برنامج كورة: لا تضايقنا، بل تزيدنا شموخاً.. من يقلِّل منا فهو يخاف منا.. لا يعد جماهير الشباب إلا من دوّخته.. ولا يقلّل منها إلا من لديه مشكلة بنفسه.