فهد بن جليد
الفعاليات والبرامج والأنشطة المتنوِّعة المُصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة، كان لها دور فاعل في نجاحه ومناسبته لجميع أفراد المجتمع من شباب ومثقفين وعائلات وأطفال عندما زاره نحو مليون شخص، فالحراك الثقافي الذي أحدثته الدورة الأخيرة كان أكثر شمولاً وتنوّعاً لخدمة الثقافة والإبداع، بدءاً من الندوات والمحاضرات التي تهم نخبة المُثقفين والأدباء، ومروراً بالعديد من الفعاليات الأخرى التي منحت الزوار منصة للمشاركة بالحديث والتعبير عن أفكارهم ورأيهم عبر المجلس الثقافي، وما شهده المعرض من مسرحيات، وحضور هو الأول من نوعه للأفلام السينمائية السعودية، وصولاً إلى المبادرات العديدة والأنشطة التي قُدِّمت للطفل، لجذب اهتمامه في هذه السن نحو القراءة وحب الاطلاع والمعرفة.
سعدتُ كثيراً بما شاهدته من تفاعل كبير من الأطفال في الجناح المخصص لهم في معرض الرياض الدولي للكتاب، نتيجة الاهتمام النوعي المقدم لنحو 1000 طفل يزورون المعرض يومياً مع عائلاتهم أو عبر الزيارات المدرسية والطلابية، لناحية تحسين تجربة زيارتهم عن السنوات الماضية، بفتح آفاق جديدة أمامهم لتعلّم المزيد من المهارات والتعلّق بالثقافة والاطلاع والمعرفة، وشد انتباهي منح الأطفال فرصة لإطلاق خيالهم من أجل كتابة القصة وتسجيل أسمائهم عليها كمؤلفين من قبل ركن قصر المعرفة، إضافة للورش التدريبية التي يحصل عيها الأطفال في ركن (إستديو المعرفة) ليكونوا إعلاميين في المستقبل (أنا إعلامي، أنا مذيع، أنا صحفي..) ما جعلهم يتعرَّفون عن قرب على دور الإعلام وأهميته في المجتمع بمشاركة متخصصين ومتخصصات في مجال الإعلام.
رغم اهتمام معرض الرياض الدولي للكتاب بالإنتاج الورقي، إلاَّ أنَّه لم يغفل حضور التقنية ودورها في دعم الأعمال الإبداعية والثقافية ونشرها، فهو لم يعد معرضاً عادياً للكتاب وحسب، بل بات أيقونة ثقافية عالمية متنوِّعة ومتطوِّرة تحتضن المبدعين والمثقفين وتستعرض إنتاجهم من كافة دول العالم، وهو ما جعله -برأيي- مُختلفاً عن غيره من المعارض، إن لم يتسيّدها في دوراته المقبلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.