برعاية صحيفة الجزيرة إعلاميًا، ينطلق «مؤتمر الطيران المدني الدولي 2019م» الذي تنظمه الهيئة العامة للطيران المدني خلال الفترة من 25 إلى 26 رجب 1440هـ، الموافق من 1 إلى 2 أبريل 2019م في مدينة الرياض.
ويهدف المؤتمر إلى تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بقطاع الطيران المدني، والاستفادة من التجارب لرفع جودة الخدمات، ومراجعة الممارسات المتبعة عالميًا نحو تحسين التعاون في مجال الأمن والسلامة في القطاع، ويسلط الضوء على السياسات واللوائح والخطط المستقبلية في كل ما يتعلّق بالأمن والسلامة والفرص الاستثماريّة التي تقدمها منظومة الطيران المدني حول العالم، وحماية البيئة، وتحسين الخدمات، والأخذ بالتطورات، والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران، واستعراض خطط وإستراتيجيات قطاع الطيران المدني في المملكة تماشيًا مع أهداف «رؤية المملكة 2030».
وإلى جانب المحاور التي يتناولها وجدول أعماله الثر، يسلط المؤتمر الضوء في إحدى جلساته بعنوان «المرأة في الطيران المدني» على الفرص المهنية المتزايدة للنساء بشكل عام والطيران على وجه الخصوص، وستشارك النساء البارزات من مختلف الأدوار الفنية والإدارية (الطيارين، الملاحة الجوية، الإيكاو وفي الإدارة العليا) بتجاربهن الشخصية في مجال الطيران المدني من خلال مناقشة الفرص المتاحة للنساء في مجال الطيران والتنمية المستدامة للموارد البشرية في المملكة. إلى ذلك مكّنت الهيئة العامة للطيران المدني المرأة من العمل في قطاع الطيران في مختلف المستويات الوظيفية، إيمانًا بدورها في تطوير وتعزيز الصناعة في عدة مجالات، أبرزها: الهندسة الميكانيكية، والمعمارية، والقطاعات المالية، والإدارية والقانونية، إلى جانب المراقبة الجوية وأمن وسلامة الطيران، والتراخيص الاقتصادية، التي تأتي متوافقة مع أهداف «رؤية المملكة 2030».
وفي هذا الإطار، تحدث عدد من منسوبات الهيئة عن تجاربهن وأدوارهن العملية والفاعلة، ومن تلك النماذج أخصائي نظام قوانين الطيران فاطمة المحضار من قطاع المعايير ـ إدارة التشريعات ـ التي أوضحت أن سبب دخولها مجال الطيران هو الشغف بالطائرة نفسها وأسلوب النقل وكيفية عمل هذه المحركات وما الأنظمة والقوانين التي تحكمها، إلى جانب العزم على إثبات وجود المرأة في هذا المجال. وقالت: بداية كان الموضوع صعبًا لعدم وجود سيدات قد عملن سابقًا في المجال، ولكن بعد انخراطنا في العمل وإعطائنا الفرصة أثبتنا أننا قادرات على العمل في هذا المجال واستطعنا أن نطبق ما درسناه إلى واقع عملي، وإثبات أن المرأة قادرة على العمل والإنتاج في أي مجال وليست محصورة في مكان أو عمل معين. ومن جانبها أوضحت سلوى المطيري - كبير مديري الأداء والمتابعة في قطاع التخصيص -أنها عملت متطوعة حتى تسنى لها إثبات ذاتها لخدمة الوطن من خلال قطاع الطيران المدني، مبينة أن طبيعة عملها في الهيئة متابعة الأداء وبناء مؤشرات وأدوات قياس أداء التشغيل التجاري للمطارات واعتمادها وتطويرها بشكل مستمر ودعم عمليات تحسين الخدمات التجارية المقدمة وتطويرها من خلال قياس جودة الخدمات ورضا المسافرين. وقالت: أطمح أن أكون من ضمن الفريق الذي يسهم في أن تحتل مطارات المملكة المراتب الأولى عالميًا.
بدورها أفادت مها اليمني، أخصائي إدارة مخاطر الطيران، أن طبيعة عملها هو استقبال وقائع الطيران وتحليلها بيانيًا وإيجاد المخاطر المسببة لها والعمل على الحد منها، مشيرة إلى أن بداية دراستها لإدارة الطيران لم تكن فكرة مقبولة لدى من حولها بسبب أنه لا مجال للفتيات في هذا القطاع، طامحة إلى إكمال الإبداع والتألق من خلال خلق توازن في الرأي وإبداع في الإنتاج وصولاً للمخرجات في عالم الطيران، منوهة بقدرة فتيات الوطن على أداء كثير من الأعمال المختلفة.
وأبانت غيداء الشهري مهندسة معمارية، أنها التحقت بقطاع المشاريع في الهيئة ومهامها الإشراف على أعمال التنفيذ والإشراف على تصميم وتنفيذ صالات المطارات ومرافقه، مشيرة إلى أنها اكتسبت عديدًا من المهارات في إدارة المشاريع والعمل ضمن فريق لإيجاد الحلول الفنية وإنجاز المشروع على الوجه المطلوب والمتقن، مفيدة أنها تطمح للارتقاء بجميع مطارات المملكة.
فيما أوضحت سوزان سروجي أخصائية ترحيل جوي، أنها واجهت في البداية من المجتمع بعض الصعوبات التي استطاعت بتوفيق الله الغلب عليها. وعن طبيعة العمل في الهيئة، أوضحت أنه خاص بالجانب الفني من مسائل الطيران الفنية وإجراءات وأنظمة سلامة الطيران، وهو يتطلب المؤهلات العلمية والمعرفة الكاملة بالأنظمة والقوانين الدولية لتطبيق أنظمة السلامة، مؤكدة أن المرأة تستطيع العمل وكسر كافة الحواجز والحصول على فرص تناسب اهتمامها وتخصصها في جميع المجالات سواء التشغيلي أم الإداري أم الأعمال الفنية، وذلك لما يجدنه من دعم سخي وتشجيع على الإبداع والقيادة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله. وتبنت المنظمة العالمية للطيران المدني (إيكاو) مشروعًا بعنوان «الجيل الجديد من مختصي الطيران» (NGAP -Next Generation of Aviation Professionals) وأحد أهدافه وصول نسبة السيدات المتخصصات في المجالات التقنية للطيران إلى 50 في المائة بحلول عام 2030.